سيخـرج الإمام المهدى مـن بين سجادان وعليَّـان

فضل سيدنا على زين العابدين ابن الحسين السجاد :

نقل الذهبي عن أبي حازم المدني قوله: ما رأيت هاشميًا أفقه من علي بن الحسين، سمعته وقد سئل: كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأشار بيده إلى القبر، ثم قال: لمنزلتهما منه الساعة.

وروي عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين كثير من القصص في السخاء، والكرم، وإخفاء الصدقات، فقد روي أنه كان يحمل الطعام في الليل، ويطرحه على أبواب الفقراء، ولم يعلموا بذلك حتى توفي -رحمه الله تعالى- ([1])

وجاء فى سير أعلام النبلاء في الكلام عليه : كان علي بن الحسين ثقة، مأمونًا، كثير الحديث، عاليًا، رفيعًا، ورعًا.

روى: ابن عيينة، عن الزهري، قال: ما رأيت قرشيًا أفضل من علي بن الحسين .

وكان رضي الله عنه شديد التواضع ورعاً قيل عنه: هشام بن عروة قال: كان علي بن الحسين يخرج على راحلته إلى مكة ويرجع لا يقرعها وكان يجالس أسلم مولى عمر فقيل له تدع قريشا وتجالس عبد بني عدي فقال إنما يجلس الرجل حيث ينتفع “.

وقال يحيى بن سعيد : ” سمعت علي بن الحسين وكان أفضل هاشمي أدركته يقول يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارا “

فضل سيدنا علي بن عبد الله بن العباس السجاد :

إنّ عليّ بن عبد الله كان إذا قدم مكة حاجّا أو معتمرا ، عطّلت قريش مجالسها في المسجد الحرام وهجرت مواضع حلقها ولزمت مجلس علي بن عبد الله في المسجد الحرام وحلقته إجلالا له وإعظاما وتبجيلا، فإن قعد قعدوا وإن نهض نهضوا وإن مشى مشوا أجمعون ، ولم يكن يرى لقريش مجلس في المسجد يجتمع إليه فيه حتى يخرج علي بن عبد الله من الحرم  . ([2])

وقال زرارة الحجبي : ما رأيت من بالحرم من قريش يعظّمون منافيّا إذا قدم عليهم الحرم إعظامهم عليّ بن عبد الله، وإني يوما في بطن الكعبة ونفر من ورائي يخلّقها ويخمّرها ، وقد أغلقنا علينا بابها ، إذ رفع بابالكعبة، وخرجت حلقته ، فبادرنا إلى الباب مستعظمين لذلك ، منكرين له ، ففتحنا الباب ، فإذا قريش مزدحمة على درجة الكعبة ، فقلت : سبحان الله تفعلون هذا بباب بيت الله ؟ فقالوا : أبو الخلفاء من بني هاشم قائم على بابها ، وأنت في بطنها ، فإذا عليّ بن عبد الله بن عبّاس في وسطهم ، وهم حوله ، يريد دخوله الكعبة ، ففتحت له الباب فدخل ودخلوا ، وإنّ والي بني أميّة ما يستترون منه بإعظام عليّ بن عبد الله وتبجيله ، ولا أخفوا مقالتهم مخافة أن تبلغه . ([3])

عبد الله بن هارون بن موسى قال : حدّثني أبي عن جدّي عن أبيه محمد ابن عبد الله قال : حضرت عند هشام بن عبد الملك ، وفتح البابين ، ووضع الغداء فدخل عليه آذنه فقال : يا أمير المؤمنين ! بالباب رجل على برذون له ، لا يدخل إلّا أن تأذن له . قال : ويلك ومن هو؟ ايذن له ، فإذا عليّ ابن عبد الله بن عبّاس ، فساعة دخل قام إليه ثم قال : يا معشر قريش قوموا إلى سيّدكم ، هذا يرتفع من حيث يتّضع الناس ، ثم سأله حوائجه فقضى له أربع حوائج لها قيمة عظيمة . ([4])

([1]) كذا في الحلية لأبي نعيم.

([2]) كتاب تاريخ الدولة العباسية ـ باب جلالة علي بن عبد الله ، وانظر مخطوط عيون التواريخ ص 159، ومخطوط عقد الجمان ج 11 ص 488

([3]) كتاب تاريخ الدولة العباسية ـ باب جلالة علي بن عبد الله

([4]) كتاب تاريخ الدولة العباسية ـ باب جلالة علي بن عبد الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.