س: ما حكم المسح على الخمار للمرأة؟.
ج: إن العمامة للرجل تشبه الخمار بالنسبة للمرأة، ولما بينت حكم المسح على العمامة كان لازما الحديث عن حكم المسح على الخمار للمرأة.
ويقصد بالخمار : كل ما غطت به المرأة رأسها.
وقيل : الخمار ما يستر الرأس والصدغين.
وقد اختلف الفقهاء في حكم المسح على الخمار على قولين: فذهب جمهور الفقهاء من الحنفية ، والمالكية، والشافعية والإمام أحمد في رواية، وبعض السلف إلى أنه لا يجوز المسح
على الخمار.
واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا
بِرُءُوسِكُمْ .
فالباء في الآية للتأكيد والمعنى المقصود هنا بنفس رؤوسكم، أي امسحوا ليس عليها شيء، والعمامة والخمار لا يسمى رأسا، فلم يجز المسح عليه.
وما رواه رفاعة بن رافع قال : قال رسول الله ﷺ: (إنها لم تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله عز وجل، فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، ويمسح برأسه).
وذهب الإمام أحمد في رواية عليها الحنابلة إلى أنه يجوز المسح على الخمار.
واستدلوا على ذلك بما رواه بلال : أن رسول الله ﷺ مسح على الخفين والخمار).
وما رواه جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، قال: رأيت النبي يمسح على عمامته وخفيه).
فقد مسح الرسول على خماره، والمقصود بها هنا عمامته، فكذلك المرأة يجوز أن تمسح على خمارها قياسا على عمامة
الرجل، فالخمار يشق نزعه، فكان شبيها بالعمامة.
والراجح هو القول الثاني القائل بجواز المسح على الخمار، لقوة أدلته، ولأن نزع الخمار قد يكون فيه مشقة على المرأة، والستر في حقها واجب، فجاز المسح على الخمار رفعا للحرج.