سألنى صديقى صاحب اللحية الطويلة و قال ..
– هىَّ الناس اللى بتسافر للموالد و بتروح تزور الأضرحة فاضية ؟
– ابتسمت قائلاً: ااااااه طبعاً فاضية
فاضية من شواغل الدنيا
فاضية من اللهث وراء المنافع المادية
فاضية من الغل والحسد
فاضية من القيل و القال
فاضية من حب حد غير الله عز وجل وسيدنا النبى صلى الله عليه و سلم و آل بيته و أهل الله رضوان الله عليهم أجمعين ..
– ازداد تجهماً و عبوساً و انطلقت رصاصاته الطائشة تُدمى أهل الحب و التصوف صائحاً:
و هو الحب كده .. مين قالهم إن الحسين مدفون في مصر أصلاً ؟ هو أنا لازم يكون في واسطة بينى وبين ربنا عشان أكون من أهل الحب ؟ ده فساد في العقيدة والفكر ..
– ضحكت مستطرداً قولى:
وفر طاقتك يا صديقى و أرح نفسك من محاربة طواحين الهواء، فالفارق بينهم و بينك كبير ..
هم يرونه سيداً ” سيدنا الحسين ” رضى الله عنه و أرضاه و أنت تراه ” الحسين ” مجرداً ..
هم يسافرون للإستمداد بأنوار المحبة، و أنت حبيساً فى عقلك تظُن أن عملك ينجيك ..
هم يقرون بتقصيرهم راجين مغفرة ربهم،و أنت واثق من نجاتك تحاكم أهل المحبة بمنظورك الضيق ..
هم يبتغون الوسيلة إلى مولاهم بالعمل الصالح و محبة من أحبهم، و أنت ترميهم بالشرك و الفسوق متغافلاً عن رؤية قلوب لم تطلب سوى رضا علام الغيوب ..
انصرف عنى متمتماً بشُحناتٍ من الجهل و الغضب الأعمى، فاستحضرنى قول المادح:
يا لائِمــى فى الحُـبِّ دَعنى .. فَقَدْ يَزدادُ بِاللَـومِ سَعيرُ الغَرامْ
تُريدُ أَن تُطفِىءَ نارَ الجَوى .. فَتُغرِقُ الصَبَّ الدُموعُ الجسام