فضائل الموجب ورذائل السالب

قلت إن الموجب يأتي من الطاعات والذكر والفكر والصدقات، والسالب يأتي من المعاصي والسحر والحسد والكبر والتعاظم وفعل المنكرات.

ولذا فإن للموجب فضائل، كما أن للسالب شرورا ورذائل، ويكفي أن الموجب تحتفي به الملائكة، والسالب تحتوشه الشياطين.

الموجب طمأنينة وراحة وسكينة، والسالب قلق وضنك وحزن.

الموجب غني وإخلاص وتصديق ويقين، والسالب فقر ورياء ونفاق وشك.

الموجب تواضع وخشوع وخضوع لله رب العالمين، والسالب كبر وتوحش واستطالة على العباد.

الموجب دعوة من مكروب فرجت عنه، وملهوف أغثته، والسالب دعوة من مظلوم تقلب حياتك رأسا على عقب، وتجعل الرحمن عليك غضبانا.

الموجب مال حلال اكتسبته، وأخرجت منه زكاة وصدقة ابتغاء وجه الله فكانت لك نورا وبرهانا، والسالب مال اكتسبته من حرام أو خرج في توافه تأتي يوم القيامة مكبلا لتجيب للرحمن عن مالك من أين اكتسبته وفيما أنفقته.

الموجب وقوف بين يدي الله تعالى في صلاة تتقلب في نعيمها ونعيم القرب من الله تعالى، والسالب لهو ابتعدت به عن الواجبات، ورجعت لبيتك منتكس الروح، مهموم النفس.

الموجب نور تقدمه بين يدي انقضاء أجلك، فتقبل على الله مستبشرا، والسالب معاص وظلام قدمته بين يدي موتك، تود لو فررت منه، ولا مناص ولا فرار.

وأخيرا: الموجب جنة ونعيم، والسالب نار وجحيم.