الشيخ محمد عبدالله الأسوانى الإمام
اللطيفة الحادية عشر : فأوف لنا الكيل
تعجب من أناس أمانيهم صغيرة وكلها مرتبطة بالمباني، فتراه يطلب من الله جزء من جناح البعوضة، ولا يطلب من الله ما هو أدوم وأفضل، مع أن الله تعالى يوف الناس الكيل، ويعطيهم الأماني، ويبلغهم الآمال، متى أملوا فيه وطلبوا منه.
اسأل الله وأنت موقن بالإجابة، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (القلوب أوعية، وبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله عز وجل، أيها الناس، فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل).
اسأل الله أعلى ما عنده، ولا تطلب الأقل، فإن آلاء الله لا تنتهي، ونعمه لا تنقضي، وفيض عطائه لا نهاية له، وهو يحب من يطلب الكثير ويعمل ويحسن الظن، قال رسول الله صلى الله عليه : (في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة سنة، والفردوس أعلى الجنة، وأوسطها، ومنها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس).
إلهي أطفئْ لهيبَ قلبي، وخففْ دموعَ عيني، وقد طال اللقاء ولا مانعي إلا بعدُ المزار، وحجبُ الأقدار وعدمُ الوصال، ما حيلتي، ما حيلتي، يا حيلتي، (يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) ، فأنت قائلها، وأنت لها.
ولذا كانت القاعدة: لا تطلب من الله الأقل، بل اطلب الأعلى، وأحسن الظن والعمل، يوفك المنى، ويبلغك الأمل.
