الطريق إلى التحقيق

اللطيفة الثالثة عشر : الطريق إلى التحقيق

قال بعض الصالحين: قلت لبعض الأبدال المنقطعين عن الخلق: كيف الطريق إلى التحقيق؟ وقال مرة: قلت له: دلني على عمل أعمله أجد فيه قلبي مع الله تعالى في كل وقت مع الدوام، فقال: لا تنظر إلى الخلق، فإن النظر إليهم ظلمة، قلت: لا بد لي من ذلك، قال: فلا تسمع كلامهم، فإن كلامهم قسوة، قلت: لا بد لي من ذلك، قال: فلا تعاملهم، فإن معاملتهم وحشة، قلت: أنا بين أظهرهم لا بد من معاملتهم، قال: فلا تسكن إليهم، فإن السكون إليهم هلكة، قلت: هذه العلة، فقال: يا هذا أتنظر إلى الغافلين، وتسمع كلام الجاهلين، وتعامل البطالين، وتريد أن تجد قلبك مع الله عز وجل على الدوام؟!! هذا ما لا يكون.

إن معاشرة الناس والركون إليهم يقسي القلب، ويعمي البصيرة، ومعاشرة من ألهته المباني يصبغ حياته وحياة أليفه بحب الدنيا فينسى ربه، وتفتنه المباني عن النظر إلى وجهه الكريم، فإن أردت طريق التحقيق فعاشر من يدلك على الله، وواكل من يقربك إليه، وصادق من يقطع المسافة بينك وبين ربك، وإياك أن تصادق من يجعل المباني كل شيء في حياته.

ولذا كانت القاعدة: لا تنظر إلى الخلق وانظر إلى الخالق، ولا تمل إلى ظالم، ولا تؤاكل فاجرا، ولا تجعل في قلبك غير الله تكن على الطريق.

 بقلم / أ.د/ حسين عبد المجيد أبو العلا

أستاذ الفقة المقارن – ووكيل كلية الشريعة والقانون بأسيوط سابقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.