انتقال الخلافة لبنى أمية ونبوءات انتقالها الى بنى العباس

انتقلت الخلافة من البيت السفيانى ( معاوية بن ابى سفيان وولده يزيد ) الى البيت المروانى ( ابناء مروان بن الحكم ) وكانت الفترة الاطول فى خلافة بنى امية ، وكانت هى ذلك الملك العضوض الذى ذكره النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف ، وقد حدثت اثناء تلك الفترة العديد من الفتن والقلاقل .

وفيها اخذ خلفاء البيت المروانى النصيحة بتجنب دماء بنى هاشم ، وقد حدثت فى عهدهم فتوحات فى كثير من البقاع .

وورد فى الاثر عن سيدنا على بن ابى طالب رضى الله عنه ” انه رأى مائدة وعليها رؤوس غنم ، فجاء سيدنا ابو بكر فمكث عليها يسيراً ثم نهض ـ وهذا دليل على قصر فترة الخلافة البكرية ، ثم جاء سيدنا عمر فمكث عليها طويلاً ثم نهض ، ثم جاء سيدنا عثمان فمكث عليها ثم نهض ، ثم جاء بنى امية فمكثوا عليها طويلاً كثيراً وأكلوا منها ثم نهضوا ،ثم جاء بنى العباس وأحفاده واحفادهم فأكلوها كلها ، فقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففسرها على انها الخلافة ” أخبار الدولة العباسية ص 176

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت . قال حبيب: فلما قام عمر بن عبد العزيز، وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته، فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه . فقلت له: إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين – يعني عمر – بعد الملك العاض والجبرية، فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فَسُرَّ به وأعجبه. رواه الإمام أحمد عن النعمان بن بشير  وروى الحديث أيضًا الطيالسي والبيهقي في منهاج النبوة، والطبري .

عن سَفِينَةُ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْخِلاَفَةُ فِي أُمّتِي ثَلاَثُونَ سَنَةً، ثُمّ مُلْكٌ بَعْدَ ذَلِكَ. ثُمّ قَالَ سَفِينَةُ: امْسِكْ عَلَيْكَ خِلاَفَةَ أَبي بَكْرٍ، ثُمّ قَالَ: وَخِلاَفةَ عُمَرَ وَخِلاَفَةَ عُثْمانَ، ثُمّ قَالَ لي: امسِكْ خِلاَفَةَ عَلِيّ قال: فَوَجَدْنَاهَا ثَلاَثِينَ سَنَةً. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط.

عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: ذهبت النبوة فكانت الخلافة على منهاج النبوة. رواه الإمام أحمد وصححه الأرناؤوط.

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” سيكون بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا، ثم يؤمر بعده القحطاني. فوالذي بعثني بالحق ما هو بدونه “ رواه الطبرانى

يقول محمد بن على بن عبد الله بن العباس  أخبرني ابو هاشم أنّ عليّا عليه السلام رأى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم كأن في المسجد مائدة عظيمة وعليها رءوسغنم، فأقبل أبو بكر فجلس عليها فتناول شيئا يسيرا ثم نهض، ثم جاء عمر فجلس فأكل  منها طويلا ثم نهض، ثم جاء عثمان فجلس عليها، فأكل منها طويلا ثم نهض، ثم جاءت بنو أمية فأكلوا منها طويلا كثيرا، ثم جاء عبد الله بن عبّاس وولده وولد ولده فأقاموهم، وجلسوا فأكلوا جميع ما كان على المائدة ولم آكل معهم، فقصّها على النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: الحمد للَّه الّذي فتح الإسلام بنا ويختمه بنا، هؤلاء القوم يلون ثم يختم الإسلام بولد عبد الله بن عبّاس. قال: ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلّم: وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الْأَرْضِ…. الى آخر الآية  ، وإليك هذا الأمر، وفي ولدك يصير، وقد استودعتك من الأمر ما استودعت فاتّق الله، وانظر فيما أنت فيه ليوم مرجعك، وأوص من بعدك انظر العقد الفريد ج 4 ص 476. ’ كتاب أخبار الدولة العباسية

وفي كتاب أتى عبد الملك بن مروان من الحجاج يشكو إليه نفراً من بني هاشم ويغريه بهم فقال عبد الملك :جنّبني دماء بني عبد المطلب، فليس فيها شفاء من الطلب ” كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه ص 289 .   .

تولى مروان الخلافة بعد معاوية بنيزيد مسجلا بذلك انتقال السلطة من آل أبي سفيان إلى آله . وقد توفي بعد تسعة أشهر من استخلافه . وكان قد تزوج أرملة يزيد بن معاوية وهي أم ابنه الثاني خالد الذي طالب بالخلافة بعد تنازل أخيه ” كتاب  فصول من تاريخ الاسلام السياسي – صفحة  232 .

 ثم تنافس الأمويين على السلطة بعد وفاة معاوية بن يزيد64 هجرية وكان خالد ينتظر دوره في تولي الخلافة ولكنه واجه منافسة قوية من قبل مروان بن الحكم ( 64 – 65 هـ ) ، الذي ساهمت ظروف معينة ، بفوزه بالسلطة وبالتالي في انتقال الخلافة ” كتاب خالد بن يزيد: سيرته واهتماماته العلمية : “دراسة في العلوم … – صفحة 76

 من كتاب ( المهدى المنتظر وعلوم آخر الزمان )

لفضيلة الأستاذ الدكتور / محمد عبدالله الأسوانى

من إصدارات مجلة روح الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.