1- نشروا عقائد ابن تيمية بين الناس على أنها عقيدة السلف ومذهب أهل الحديث.. وما كان المحدثون في (اغلبهم) إلا معتقدين بـ (تفويض المعنى) الذي هو أحد قولي الأشاعرة في مسألة الصفات.
واعتمدوا التقسيم الثلاثي للتوحيد.. وهو تقسيم مبتدع لم يعرفه السلف ولا الخلف إلى عصر ابن تيمية.
2- حاولوا هدم مرجعية الأزهر في نفوس الناس ليكونوا هم المرجع البديل؛ فبدّعوا وضلّلوا عقيدة الأزهريين، وغرسوا في عقول كثير من الأجيال التي تعلمت في الأزهر أن يتعلموا العقيدة الأزهرية الأشعرية للامتحان لا للاعتقاد لأنها عقيدة فاسدة!!.. مع أنها معتقد جماهير علماء الأمة وكبارها على مر العصور.
3- نشروا بين الناس فكرة ترك العمل بالحديث الضعيف مطلقا.. مع أن جماهير المحدثين على العمل به في فضائل الأعمال بشروطه المعروفة.
4- توسعوا في مفهوم البدعة، وضيقوا الواسع؛ فجعلوا كل ما لم يفعله النبي صلى الله وعليه وسلم من البدع.. وهذا باطل لأنه مخالف لما عليه جماهير السلف والخلف من أن حديث «كل بدعة ضلالة» عام مخصوص، وأن البدعة حسنة وسيئة، وأنها تجري عليها الأحكام التكليفية الخمسة.
5- أدخلوا الفروع في الأصول، مما انبني عليه بروز فكر التكفير؛ كجعل التوسل والتبرك بالصالحين من الأصول مع كونها مسألةً فقهية فرعية.. وقولهم إنه بدعة محرمة وذريعة للشرك، بل بعضهم يعده شركا.. مع أن جماهير العلماء سلفا وخلفا على مشروعية التوسل والتبرك بالصالحين.
وجعلوا قضية الصفات الخبرية، أصلَ الأصول العقدية، مع أنها من فروع العقيدة.
6- لهجوا بقضية (الدليل) مع الإهمال التام لمناهج فَهم الدليل، وحالِ القائم بالفهم، فعزلوا الأدلة عن أدوات فَهمِها، وتوهّموا أن العلمَ هو مجردُ سرد الآية الكريمة من آيات القرآن أو إيراد حديث صحيح؛ فأتاحوا المجال لكل متهجم بالفَهْم الساذَجِ على حمى الكتاب والسنة، وجرأوا العامة والدَّهماء على أحكام الشرع وعلى تخطئة كبار علماء الأمة وأئمتها ومذاهبها الفقهية.
7- قطعوا الصلة بين الناس وبين أهل الله الصالحين؛ فحرّموا الصلاة في المساجد الملحقة بها أضرحة، وخوفوهم بالشرك والتكفير والتبديع، فحرَموا الناس من بركات ونفحات التعلق بأهل الله والأولياء الصالحين.. رغم أن الصلاة في المساجد التي بها قبور صحيحة عند المذاهب الأربعة على تفصيل فيما بينهم.
8- نقلوا الشباب – في الأعم الأغلب – من معاصٍ ظاهرة مثل التهاون في أداء الصلاة مثلًا أو المشي البطّال، إلى معاصٍ أكبرَ منها وهي تضليل كبار علماء الأمة والطعنُ فيهم، وملء القلوب حقدا وعداوة وحسدًا؛ فنقلوهم من ظاهر الإثم إلى باطن الإثم!!.
9- تبنَّوا عددًا من المسائل أصولا وفروعا على (هيئة مجتمعة) لم يقل بها أحدٌ من السلف أو الخلف وكونوا منها مذهبا، فلا يوجد في تاريخ المسلمين كله من أوله لآخره جماعة ولا فرقة ولا مذهب ولا عالم في السلف أو الخلف اعتقد أو قال بهذه (الهيئة المجتمعة) للمسائل التي تقول بها السلفية المعاصرة، ولا حتى ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب.
10- حملوا المسلمين على مذهبهم ورأيهم، وجعلوا الموالاة والمعاداة عليه؛ فزرعوا الفتنة في المجتمعات والأوطان وشقوا صفوف الناس بمسائل كلها فرعية فقهية خلافية مثل: كيفية زكاة الفطر واللحية والنقاب وتقصير الثياب والاحتفال بالمولد النبوي والسبحة وتكبيرات العيدين .. وغيرها من المسائل التي يسع الناس فيها الخلاف!!!.
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
الدكتور أحمد نبوي الأزهري – أستاذ الحديث بجامعة الأزهر