روى ابن الجوزي في «مناقب أحمد: 454» ، قال: حدّثني أبوبكر بن مكارم ابن أبي يعلى الحربي ـ وكان شيخاً صالحاً ـ قال: كان قد جاء في بعض السنين مطر كثير جدّاً قبل دخول رمضان بأيّام، فنمت ليلة في رمضان فأريت في منامي كأني قد جئت على عادتي إلى قبر الامام أحمد بن حنبل أزوره، فرأيت قبره قد التصق بالارض مقدار ساف(2) أو سافين.
فقلت: انما يتم هذا على قبر الامام أحمد من كثرة الغيث، فسمعته من القبر وهو يقول: لا، بل هذا من هيبة الحق عزّ وجلّ ، لانّه عزّ وجلّ قد زارني، فسألته عن سرّ زيارته ايّاي في كلّ عام فقال عزّ وجلّ: ياأحمدلانك نصرت كلامي، فهو يُنشر ويُتلى في المحاريب .
فأقبلت على لحده أُقبّله ثمّ قلت: ياسيدي ما السرّ في إنّه لايقبّل قبر إلاّ قبرك؟ فقال لي: يابُني ليس هذا كرامة لي ولكن هذا كرامة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لانّ معي شعرات من شعره (صلى الله عليه وآله وسلم)، ألا ومن يحبّني يزورني في شهر رمضان، قال ذلك مرتين.