بقلم الشيخ / محمود عطا
ماجستير في العلوم الانسانية
يعد هذا التغافل احد اهم الخطوات الأساسية لمن يرغب في تحسين علاقاته الإنسانية وإعادة النظر في كثير من أمور الحياة. فهو يساعد على بناء عقلية جديدة تعتمد على التغافل كضرورة أساسية في حياتنا اليومية؛ لما له من دور كبير في جلب الراحة. تعلم التغافل والتدرب عليه ليس فقط مهارة بل وسيلة لزيادة مكاسبنا المعنوية التي تتفوق على المكاسب المادية بكثير.
التغافل يمكن تشبيهه بدرع حماية، يحمي مشاعرنا من التهديدات العابرة والمواقف الطائشة. إنه فن السلوك الذكي الذي يعتمد على ضبط النفس في التعاملات اليومية، وركيزة أساسية في تكوين العلاقات الإنسانية السليمة. هذا الفن يقوم على التحلي بالمرونة، والتجاهل الإيجابي للأمور السلبية التي قد نواجهها.
التغافل ينبع من الحكمة والنضج العاطفي، فهو يعزز السلام الداخلي ويساعدنا في الحفاظ على علاقات متوازنة. وعندما نتحدث عن التغافل، فإننا نشير إلى القدرة على ضبط ردود أفعالنا وتجاهل السلبيات، مما يسهم في مواجهة التحديات بشكل هادئ وبنّاء.
التغافل يعد أداة فعالة لتجنب الصراعات التي تؤثر سلباً على حياتنا الشخصية والاجتماعية، فهو يمنحنا القوة لعدم الانجراف وراء الاستفزازات والإهانات، مما يجعلنا نتصرف بطريقة ذكية ومتزنة، ويحفزنا على التفكير الهادئ الذي يمكننا من اتخاذ القرارات السليمة.
إن تعليم مهارة التغافل تجعل الإنسان يعيش بسلام داخلي ويحتفظ بمساحة نفسية هادئة. ونحن هنا نستعرض أهم الاقتباسات عن التغافل، ومنها:
“التغافل هو سلاح الحكماء في مواجهة الجهل.”
“التغافل هو المفتاح للسعادة في الحياة.”
“التغافل هو فن تجنب الجدال بذكاء.”
“التغافل هو سر السلام الداخلي.”
“التغافل هو التركيز على الأمور التي تستحق العناء وتجاهل ما لا يستحق.”
“التغافل هو الرد الأكثر أناقة على الاستفزاز.”
“التغافل هو طريقة للحفاظ على التوازن والهدوء في عالم مليء بالضغوطات.”
“التغافل هو أسلوب حياة يساعدنا على تجنب الصراعات وتجنب النزاعات العاطفية.”
ورغم ذلك، لا يعني التغافل التنازل عن آرائنا أو التسامح مع الظلم. إنه فن التوازن والحكمة، حيث نتمكن من التعبير عن آرائنا بلطف واحترام، مع الحرص على السلامة العاطفية لأنفسنا ولمن حولنا.
الشيخ محمد عبدالله الأسوانى الإمام
