علم الكلام للدكتور ايهاب صالح
adminaswan
17 نوفمبر، 2024
منوعات
50 زيارة
خلق الله تعالى الإنسان مكونًا من ثلاثة أقسام، العقل والبدن والقلب.
العقل للأفكار، والبدن للأفعال، والقلب للمشاعر.
وقد أنزل سبحانه الشرع الشريف للعناية بهذه الأقسام وضبطها وإشباعها.
فكانت الأحكام النظرية بالعقائد لضبط الأفكار وتعنى بها علوم العقيدة، والأحكام العملية بالعبادات والمعاملات لضبط الأفعال وتعنى بها علوم الفقه، والأحكام النفسية بالأخلاق لضبط المشاعر وتعنى بها علوم الأخلاق والتزكية.
ومن ثم فعلم الكلام أو التوحيد هو الذي يتناول العقائد، ومن تعريفات علم الكلام أو التوحيد:
هو علم يُقتدَر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشُّبَه .
وهذا التعريف يركز على ثمرة علم الكلام، فعلم الكلام له جانبان: تقريري ودفاعي.
أما الجانب التقريري فإن من يتعلم علم التوحيد يمتلك القدرة على أن يثبت العقائد الدينية، عن طريق الاستدلال بالحجج المتنوعة، التي تكون بمنزلة الأدلة على صحة أقواله.
وأما الجانب الدفاعي فمَن يتعلم علم التوحيد يمتلك القدرة على الدفاع عن العقيدة ورد الشبهات التي تثار حولها، حتى تحافظ العقيدة على صفائها وإقناعها، فتظل نقية واضحة.
ورد الشبهات يشتمل على جانب داخلي وآخر خارجي، فالجانب الداخلي هو الرد على الفرق الداخلية المنتمية للإسلام، كالشيعة والمعتزلة والمجسمة وغيرها،
أما الجانب الخارجي فهو للرد على عقائد الديانات الأخرى، سواء الديانات الوضعية التي من اختراع البشر، أو الديانات ذات الأصل السماوي.
وهذا يستلزم المزج بين العقل والنقل، أو الكتاب والسنة والحجج العقلية لإثبات العقائد لأن المتكلم يناقش من لا يؤمن بالقرآن والسنة فلا بد من محاورته عقلًا.
وتظهر الفائدة الكبرى لعلم الكلام في عصرنا الآن في الرد على شبهات المستشرقين والعلمانية وكل من يحاول تشويه العقيدة الإسلامية.
ولولا علم الكلام ما استطاع العلماء الدفاع عن العقيدة الإسلامية عبر تاريخ الإسلام.
ومن عجائب زمننا هذا أن تجد من يعتبر علم الكلام بدعة.