رحلة التعافي من الصدمات بمنظور إيماني
adminaswan
16 نوفمبر، 2024
منوعات
46 زيارة
بقلم الشيخ / زياد طارق الأزهرى
نمر جميعًا في حياتنا بابتلاءات وصدمات قد تترك أثرًا عميقًا في نفوسنا، سواء كانت بسبب أخطاء أسرية، موروثات مجتمعية خاطئة، أو حتى أفعال مؤذية من الآخرين. لكن الإيمان بأن كل ما يحدث هو بقدر الله، وأن وراء كل ابتلاء حكمة ورحمة، هو الأساس الذي يمدنا بالقوة للتعافي.
البداية: التقبّل برضا وتسليم
أول خطوات التعافي هي تقبّل ما كتبه الله علينا، وأن ندرك يقينًا أن ما حدث لنا هو قدر مكتوب وفيه الخير. قال رسول الله ﷺ: “واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.” هذا التقبّل يجعلنا أكثر استعدادًا للتعامل مع الابتلاء بعزيمة وإيمان.
الخطوة الثانية: إدراك الأذى بحكمة
بعد التقبّل، تأتي مرحلة التفكر في الأذى الذي تعرضنا له، وذلك عن طريق فهم عمق الأثر النفسي وكيف يمكننا علاجه. علينا أن ندرك أن كل ما حدث هو جزء من امتحان الدنيا، التي قال الله عنها: “لقد خلقنا الإنسان في كبد.”
الخطوة الثالثة: تقبّل المشاعر وتقديرها
التقبّل والبداية في تقدير هذه المشاعر وإعطاؤها حقها، دون الالتفات إلى أحكام الناس على ما نشعر به. فالمشاعر لا تُناقش، وليس لأحد الحكم عليها بأنها مناسبة أو غير ذلك.
الخطوة الرابعة: التعلم والعلاج كعبادة
التعلم والسعي للعلاج ليسا مجرد خيار، بل هما جزء من السعي لتحقيق العبودية لله. قال الله تعالى: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.” العناية بالنفس والنهوض بها جزء من تعظيم النعمة التي وهبنا الله إياها. وكل خطوة نحو التحسن هي نوع من المجاهدة التي قال الله عنها: “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.”
أخيرًا: التوكل على الله لمواجهة العراقيل
أثناء السير في طريق التعافي، حتمًا سنواجه مقاومة النفس للتغيير والخوف من المجهول. لكن التوكل على الله يجعلنا نثبت أمام هذه التحديات. قال الله تعالى: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه.”
واعلم أن الجزاء على هذه الرحلة سيكون في الدنيا والآخرة، واجعل هذه المعلومة حافزًا لك على الاستمرار في هذه الرحلة رغم أنها ليست سهلة ومليئة بالصعوبات. فمن صبر واحتسب، جعله الله من عباده المحسنين. قال رسول الله ﷺ: “ما يصيب المؤمن من وصب، ولا نصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفّر الله بها من خطاياه.”
رحلة التعافي ليست مجرد تحسين للحياة النفسية، بل هي عبادة وصبر على البلاء، ورجاء لما عند الله من أجر. ثق بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، واجعل صلتك بالله هي زادك في هذه الرحلة.
كتبه: زياد طارق الأزهري