الاستقامة على منهج الله تعالى
adminaswan
1 أكتوبر، 2024
الطريق إلى الله
203 زيارة
بقلم / الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور رمضان البيه
عندما يستقيم العبد على منهج الله تعالى وشريعته الغراء ويتبع هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله ويجاهد نفسه ويخالف هواها ويعمل على تزكيتها يرتقي من إيمان الغيب إلى إيمان الشهود بمعني..
أن الأصل في الإيمان متعلقه أمر غيبي كما جاء في قوله عزوجل..( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون )..
هذا هو الأصل في الإيمان الإيمان بالغيب منه ألإيمان بوجود الله تعالى ووحدانيتة سبحانه ولم نراه سبحانه ولكننا رآينا آياته في عوالم الخلق الدالة على وجوده وعظمته وتفرده .
رأينا مظاهر القدرة التي اوجدت كل شئ ورأينا مظاهر الإبداع الإلهي في كل شئ .
ورأينا مظاهر العظمة الإلهية وقيموميتها وإدارتها للكون بإحكام وإتقان .
هذا وقد آمنا بالملائكة ولم نراها وآمنا بالكتب والرسالات السماوية وبالرسل الكرام عليهم السلام بدا بأبو البشر سيدنا آدم عليه السلام وإنتهاءا بالنبي الخاتم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ولم نراهم .وآمنا بالبعث بعد الموت والنشور في يوم القيامة وهو اليوم الآخر .وآمنا بالقضاء والقدر ..كل ذلك إيمان بالغيب .
نعود إلى ما بدأت به المقال..
عندما يستقيم العبد ويلتزم بتعاليم المنهج القويم ويجتهد في أعمال العبادات والطاعات والنوافل يفتح الله تعالى على قلبه ويقيمه في مقام الوصل به سبحانه ويمنحه على أثر ذلك الحكمة والفهم الرباني وانوار وعلوم ومعارف وأسرار وينير له عين البصيرة فيرى ما لا يرى ويعلم مالا يعلمه عامة الناس ويسمع ما لا يسمع وتأتيه وفود من الملائكة الكرام فيراهم بعين قلبه اي بعين بصيرته .تأتيه برسائل من الله تعالى تحمل لهم البشرى والبشارة منه سبحانه بولايته عزوجل لهم ودخولهم في حصنه تعالى..
يقول عزوجل إشارة وتأكيدا إلى ذلك..(إن الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياءكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة).
هذا وعلى أثر ذلك يقام في دائرة أهل ولاية الله تعالى ويفتح له بما يسمى بالفتح الرباني وهو عبارة عن إشراقات وتجليات من الله عزوجل بأنوار الأسماء والصفات المنسوبة إليه سبحانه وهي جامعة للأنوار والعلوم والمعارف والأسرار والمعاني والحقائق والرقائق واللطائف فينطق لسانه بعلوم الحقائق والمعاني والحكمة ويفهم المعني والمراد الإلهي في خطابه عزوجل في قرآنه و كذلك يفهم أيضا المعاني المكنونة في قول النبي وحديثه الشريف صلى الله عليه وسلم وتأكيدا لذلك أننا نسمع معاني في قول الله تعالى ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام من العارفين بالله أصحاب الفتح والفهم الرباني ما لا نسمعه من غيرهم من أهل العلم والمثقفين .
وفي حكاية عن العارف بالله سيدي على الخواص شيخ سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنهما .ان احد المريدين سأله يوما بقوله..ياشيخنا نسمع منك مالا نسمعه من علماء الظاهر وإذا جلسنا بين يديك ننسى انفسنا وأهلينا..فأجابه رضي الله عنه قائلا..
لقد أخذ علماء الظاهر علمهم من فلان عن فلان من ميت عن ميت ونحن بفضل الله تعالى قد أخذنا علمنا من الحي الذي لا يموت سبحانه.وانظر في قوله تعالى..وعلمناه من لدنا علما..هذا واهل الله هم اهل الحقيقة والمعنى..هذا وعلى رأس العارفون بالله الذين تحدثوا بلسان أهل المعرفة سيدنا الإمام علي إبن أبي طالب كرم الله وجه وهو اول من فتق رتق المعاني وتحدث بها..
ثم يأتي من بعده حبر الأمة وهو سيدنا عبد الله إبن العباس رضي الله عنهما وهو الذي كان يناديه سيدنا عمر إبن الخطاب رضي الله عنه بالغواص..اي بالذي يغوص في بحور المعاني ويستخرج منها اليواقيت والمرجان واللالئ والدرر…
هذا وفي الختام أسأل الله تعالى ان يرزقنا الإستقامة وأن يقيمنا في الوصل وان يفتح علينا فتوح العارفين