اثر قضية النسب على شخصية المهدى وتحقيـق خلافة الدنيـا والديـن
adminaswan
29 سبتمبر، 2024
المهدى المنتظر وعلوم آخر الزمان
12 زيارة
بين السطور يريد أن يخبرنا النبى ان الإمام المهدى من ولد فاطمة رحماً ومن العباس صلباً , ولقد حاول بعض العلماء التوفيق بين الامرين والبعض أخذ اتجاه واحد
فقال البعض أن للعباس فيه ولادة .
وحتى فى حالة الاختلاف فى كونه من ذرية الحسن والحسين فقالوا انه من احدهما وان للآخر فيه ولادة .
ولكن بالترجيح نجد ان الإمام المهدى مترتبط رحماً بالسيدة فاطمة من ناحية سيدنا الحسين وصلباً من ناحية العباس , وبهذين الفرعين تكون قد تحققت فى الإمام المهدى خلافة الدنيا والدين .
والبعض يقول ان الإمام المهدى من ذرية سيدنا الحسن لانه تنازل عن الخلافة ، سيدنا الحسن رجل مسالم ورحيم وتنازل عن الخلافة ولكن شخصية الإمام المهدى رجل محارب لا يخشى فى الله لومة لائم وسيخوض قتال وحروب وستسفك دماء ’ لذلك فشخصية الإمام الحسين هى اقرب لذلك لانه خرج على الحاكم الظالم وقُتل فى سبيل ذلك
وهو من ذرية عبد الله بن العباس لان فى ذريته الخلافة ، ومن ذرية الخلفاء العباسيين لانهم خلفاء الأمة من آل البيت ، ولأنه بذلك سيكون ينتمى الى جميع الأمم الترك والفرس والروم والحبشة لأن معظم الخلفاء العباسيين أبناء اماء من هذه الامم مما سيجعل هناك توافق روحى بينه وبين هذه الامم لأن الجميع له فيه حظ ونصيب .
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : حدثتنى أم الفضل قالت مررت بالنبى صلى الله عليه وسلم فقال :” انك حامل بغلام فإذا ولدته فأتينى به . قالت : يا رسول الله أنَّى لى ذلك وقد تخالفت قريش ألا يأتو النساء ؟ قال : هو ما أخبرتك ، قالت : فلما ولدته أتيته فأذَّن فى أذنه اليمنى وأقام فى اليسرى وألبأه من ريقه وسماه عبد الله ، وقال : اذهبى بأبى الخلفاء ، فأخبرت العباس فأتاه فذكر له ، فقال : هو ما أخبرتها هذا ابو الخلفاء حتى يكون منهم السفاح وحتى يكون منهم المهدى ” ([1])
اخرج ابن عساكر بسنده الى ابى هريرة قال :” بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الى عمه العباس والى على بن ابى طالب فأتياه فى منزل ام سلمة فنهاهما عن بعض الامر ، وأمرهما ببعض الامر ، فاختلفا وامتريا حتى ارتفعت اصواتهما واشتد اختلافهما بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبى صلى الله عليه وسلم : يا على مه ، واقبل عليه وقال : هل تدرى لمن اغتلظت ؟ أبى وعمى وبقيتى وأصلى وعنصرى وبقية نسل آبائى خير أهل الجاهلية محتداً وأفضل أهل الاسلام نفساً وديناً بعدى ، من جهل حقه فقد ضيع حقى ، أما علمت ان الله جل ذكره مخرج من صلب عمى العباس أولاداً يجعل الله ولاة أمر امتى منهم يجعلهم خلفاء ملوكاً ناعمين ، ومنهم مهدى أمتى ، يا على لست أنا ذكرتهم ولكن الله هو الذى ذكرهم ورفع أصواتهم فيخذل من ناوأهم يجعل الله فيهم نوراً ساطعاً ، عبداً صالحاً ، مهدياً سيداً ، يبعثه حين فرقة من الارض ، يحبه الله فى سماءه ، ملائكته وعباده الصالحون ، فى شرق الارض وغربها ، وذلك يا على بعد اختلاف الاخوين من ولد العباس فيقتل أحدهما صاحبه ، ثم تقع الفتنة ويخرج قوم من ولدك ، يا على فيفسدون عليهم البلدان ويعادونهم ويفترون عليهم فى قطر من الارض فيكون ذلك أشهراً أم تمام السنة ثم يرد الله عز وجل النعمة على ولد العباس فلا تزال فيهم حتى يخرج مهدى امتى فيهم شاب حدث السن فيجمع الله به الكلمة ويحيى به الكتاب والسنة ويعيش فى زمانه كل مؤمن مستمسك بكتاب الله وسنة نبيه يزل الله به رحمته ، ويفرج الله به كل كربة كانت فى أمتى ، يحبه ساكن السماء وساكن الارض ، فلا يزال ذلك فيه وفى نسله حتى ينزل عيسى بن مريم روح الله وكلمته فقبض ذلك منهم “([2])
([1]) رواه الطبرانى فى المعجم الكبير 10580 ، وفى المعجم الاوسط 9250 ، ورواه الهيثم فى مجمع الزوائد 895
([2]) تهذيب تاريخ بن عساكر ص 7 ـ 245 ، وانظر حلية الاولياء من 1 ـ 316