نسب الإمام المهدى فى العجم
adminaswan
29 سبتمبر، 2024
المهدى المنتظر وعلوم آخر الزمان
93 زيارة
هذا جانب من النسب لا اظن ان أحداً تكلم فيه قبل ذلك
هناك توائم روحى بين الإمام المهدى وأكثر الامة من العرب والعجم .
كانت خلافة بنى أمية تنتصر للجنس العربى على وجه العموم ، أما الخلافة العباسية فقد جعلت من العجم قوادها ووزراءها فكان ذلك من انتقالاً من العصبية للعنصر العربى الى الامية الاسلامية .
وكان بنو أمية لا يولون أبناء الاماء الخلافة ، لذلك كان فيهم رجل على قدر كبير من الاخلاص ولم يتولى وهو مسلمة بن عبد الملك ، وغيره الكثير من الافذاذ من بنى أمية لم يتح لهم تولى الخلافة لانهم ابناء إماء .
على عكس بنى العباس فقد كان الخليفة المؤسس ابو جعفر المنصور ابن أمة .
من هنا ندرك ان الإمام المهدى ينتمى الى الترك والفرس والحبشة ، لان العباسيين تزوجوا من اماء اعجميات وروميات وحبشيات وفارسيات وغير ذلك وهذا ثابت من تاريخ امهات الخلفاء العباسيين
وهذا يؤكد كذلك ان المهدى من نسب العباس .
فباتصاله بنسب دوحة بنى العباس سيكون للامام المهدى اتصال بجميع الامم التى دخلت فى الاسلام مما سيجعل توائم فطرى بين الإمام المهدى وبين هذه الامم جميعاً وهذا أمر جيد لان العرب والعجم سيكون لهم نصيب فى امام آخر الزمان لانه ادعى لائتلاف القلوب حوله وان كان أمر الإمام المهدى يعلو فوق العصبية والشعوبية .
قال الله تعالى : ” إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ” سورة الحجرات الآية 13
عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُم ” ([1])
عن أبي نضرة حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أي يوم هذا قالوا يوم حرام ثم قال أي شهر هذا قالوا شهر حرام قال ثم قال أي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فإن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم قال ولا أدري قال أو أعراضكم أم لا كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا أبلغت قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليبلغ الشاهد الغائب ” .
عصبية العرب على العجم فى الدولة الاموية من كتاب تاريخ التمدن الاسلامى الجزء الرابع لجورجى زيدان :
وكما كان القرشيون في أيام بني أمية مقدمين على سائر قبائل العرب، فإن العرب على الإجمال كانوا مقدمين على سائر الأمم الذين دانوا بالإسلام , ولم يكن هؤلاء يستنكفون من ذلك، بل كانوا يعتقدون فضل العرب في إقامة هذا الدِّين، وأنهم مادته وأصله ، ولا كانوا يأنفون من أن يسموا العرب أسيادهم ويعدُّوا أنفسهم من مواليهم.
العرب والموالي :
فكان العرب يزدادون بأمثال هذه الأقوال افتخارًا على سائر الأمم، وخصوصًا على المسلمين منهم، فكانوا يترفَّعون عنهم ويسمونهم الموالي كما تقدم، ومن أقوال أهل العصبية للعرب على العجم: ” لو لم يكن منا على المولى عتاقة ولا إحسان إلا استنقاذنا له من الكفر، وإخراجنا له من دار الشرك إلى دار الإيمان، كما في الأثر أن قومًا يقادون إلى حظوظهم بالسواحير، وكما قال: عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل، على أننا تعرضنا للقتل فيهم ، فمن أعظم عليك نعمة ممن قتل نفسه لحياتك؟ فالله أمرنا بقتالكم وفرض علينا جهادكم ورغبنا في مكاتبتكم ” .
وكانوا يكرهون أن يصلوا خلف الموالي، وإذا صلوا خلفهم قالوا: إننا نفعل ذلك تواضعًا لله.
وكانوا يقولون: ” لا يقطع الصلاة إلا ثلاثة: حمار، أو كلب، أو مولى “، وكانوا لا يكنونهم بالكنى، ولا يدعونهم إلا بالأسماء والألقاب، ولا يمشون في الصف معهم، ولا يدعونهم يتقدمونهم في المواكب، وإن حضروا طعامًا قاموا على رؤوسهم، وإن أطمعوا المولى لسنه وفضله وعلمه أجلسوه في طريق الخباز؛ لئلا يخفى على الناظر أنه ليس من العرب، ولا يدعونهم يصلون على الجنائز إذا حضر أحد من العرب .
وكان العرب في أيام هذه الدولة يترفعون عن سائر الأمم من الموالي وأهل الذمة، ويعدون أنفسهم فوقهم جبلة وخلقة وفضلًا، وكانوا يسمونهم ” الحمراء ” ، وربما أرادوا بالحمراء الموالي على الخصوص، فكان العربي يعد نفسه سيدًا على غير العربي، ويرى أنه خلق للسيادة وذاك للخدمة؛ ولذلك لم يكن العرب يشتغلون في صدر الإسلام إلا بالسياسة والحكومة، وتركوا سائر الأعمال لسواهم وخصوصًا المهن والصناعات، ومن أمثالهم ” أن الحمق في الحاكة والمعلمين والغزالين “؛ لأنها صناعات أهل الذمة . ([2])
وتخاصم عربي ومولى بين يدي عبد الله بن عامر صاحب العراق فقال المولى: لأكثر الله فينا مثلك ” ، فقال العربي: بل كثر الله فينا مثلك ، فقيل له: ” أيدعو عليك وتدعو له؟ “، قال: نعم، يكسحون طرقنا ويخرزون خفافنا ويحوكون ثيابنا ” ([3])
ولم يكن العرب يعتنون بشيء من العلم غير الشعر والتاريخ؛ لأنه لازم للسيادة والفتح، وأما الحساب والكتابة فقد كانت من صناعات الموالي وأهل الذمة؛ ولذلك كان العمال في أيام بني أمية مع تعصبهم للعرب، قلما يولونهم الدواوين؛ لأنهم كانوا لا يكتبون ولا يحسبون. ([4])
وكان الأمويون في أيام معاوية يعدون الموالي أتباعًا وأرقاء ، فلما تكاثر الموالي أدرك معاوية الخطر من تكاثرهم على دولة العرب، فهم أن يأمر بقتلهم كلهم أو بعضهم. وقبل مباشرة ذلك استشار بعض كبار الأمراء من رجال بطانته، وفيهم الأحنف بن قيس وسمرة بن جندب، فقال لهما: ” إني رأيت هذه الحمراء (يعني: الموالي) وأراها قد قطعت على السلف، وكأني أنظر إلى وثبة منهم على العرب والسلطان، فرأيت أن أقتل شطرًا وأدع شطرًا لإقامة السوق وعمارة الطريق، فما ترون؟ ” . فقال الأحنف: ” أرى أن نفسي لا تطيب … أخي لأمي وخالي ومولاي وقد شاركناهم وشاركونا في النسب “، وأما سمرة فأشار بقتلهم وطلب أن يتولى ذلك هو بنفسه، فرأى معاوية أن الحزم في رأي الأحنف فكفَّ عنهم”.
وكأنَّ العرب سكروا بخمرة السيادة والنصر، بارتقائهم من رعاية الإبل إلى سياسة الممالك في بضعة عشر عامًا، فتوهَّموا في فطرتهم ما ليس في سواهم من المناقب والسجايا كما توهم الرومان قبلهم، وكما يتوهم أهل هذا العصر في بعض الأمم السائدة، فيعتقدون امتيازها بأصل فطرتها عن سائر الأمم، فتوهم العرب في أنفسهم الفضل على سائر الأمم حتى في أبدانهم وأمزجتهم فكانوا يعتقدون أنه لا تحمل في سن الستين إلا قرشية، ولا تحمل لخمسين إلا عربية كما تقدم، وأن الفالج لا يصيب أبدانهم، ولا يضرب أحدًا من أبنائهم، إلا أن يبذروا بذورهم في الروميات والصقلبيات وما أشبههن فيعرض الفالج لمن يلدنه؛ ([5])
ولذلك كانوا في أيام بني أمية شديدي العناية في حفظ أنسابهم من شوائب العجمة، ومنعوا غير العرب من المناصب الدينية المهمة كالقضاء، فقالوا: ” لا يصلح للقضاء إلا عربي “([6])
وحرموا منصب الخلافة على ابن الأمة ولو كان أبوه قرشيًّا، وكان ذلك من جملة ما احتج به هشام على يزيد بن علي بن الحسين، إذ قام يطلب الخلافة لنفسه فقال له هشام بن عبد الملك: بلغني أنك تخطب الخلافة ولا تصلح لها؛ لأنك ابن أمة ” مع أن أم علي بن الحسين من بنات ملوك فارس ، ([7])
وأول من ولي الخلافة من أبناء الإماء يزيد بن الوليد الأموي سنة ١٠١ﻫ، وكانوا يسمون العربي من أم أعجمية ـ الهجين ـ ، ولا يزوجون الأعجمي عربية ولو كان أميرًا، وإن كانت هي من أحقر القبائل، فإن بعض دهاقين الفرس أراد أن يتزوج امرأة من باهلة كانت في بعض قصور الترك فأبت، مع أن باهلة من أحقر قبائل العرب، ولم يكن أثقل على طباعهم من استرقاق العربي. ([8])
([1]) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 3/100، والبيهقي في شعب الإيمان 5137.
([2])البيان والتبيين الجزء الخامس ص 100
([3])العقد الفريد الجزء الثانى ص 73
([4])المسعودى الجزء الثانى ص 114
([5]) كتاب طبقات الاطباء الجزء الاول ص 150 وكتاب الاغانى الجزء الخامس عشر ص 88
([6]) ابن خلكان الجزء الاول ص 205
([7]) سراج المولك على هامش مقدمة ابن خلدون 288
([8]) ابن الاثير الجزء الخامس ص 44 ، 131