س: ما هي آداب قضاء الحاجة؟
adminaswan
10 سبتمبر، 2024
سلسلة الفتاوى العصرية
66 زيارة
س: ما هي آداب قضاء الحاجة؟
ج: لقد نبه الفقهاء على جملة من الآداب التي ينبغي على المسلم مراعاتها عند قضاء الحاجة والذهاب إلى الخلاء، ومن هذه
الآداب ما يلي:
1- اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على أنه يستحب لمن يريد قضاء الحاجة التعوذ بالله من الخبث والخبائث، واستدلوا على ذلك بما رواه عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنسا، يقول: (كان النبي إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث).
۲- نص بعض الفقهاء على أنه يستحب عند دخول الخلاء أن يلبس الداخل حذاءه ولا يدخل إلى الخلاء حافيا، واستدلوا على ذلك بفعله ، وذلك فيما رواه حبيب بن صالح، قال: كان رسول الله ﷺ إذا دخل الخلاء لبس حذاءه، وغطى رأسه.
٣- اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على أنه يستحب لداخل الخلاء أن يقدم رجله اليسرى عند الدخول واليمنى عند الخروج، فقد روت عائشة رضي الله عنها قالت: كانت يد رسول الله ﷺ اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت يده اليسرى لخلائه، وما كان من أذى).
٤- اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على أنه يكره ذكر اسم الله
تعالى في الخلاء باللسان، كأن يعطس فيحمد الله أو يذكر الله بأي سبيل، وإن جاز له بالإجماع ذكر الله في قلبه، وورد قول عن الإمام مالك أنه لا مانع من ذكر الله داخل الخلاء، وروي ذلك عن بعض فقهاء السلف.
والراجح كراهة ذكر اسم الله تعالى في هذا المكان تنزيها له،
بدليل ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا مر ورسول الله يبول، فسلم، فلم يرد عليه).
٥ – ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الكلام في الخلاء أثناء قضاء الحاجة مكروه إلا لضرورة أو حاجة تقتضي كلامه، وذهب البعض إلى عدم كراهيته لعدم وجود دليل على الكراهة. والأفضل ما قاله الجمهور أنه مكروه، لما رواه أبو سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله ﷺ قال: (لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفان عورتهما يتحدثان، فإن الله يمقت على
ذلك).
٦- ذهب جمهور الفقهاء إلى أن من آداب قضاء الحاجة ألا يطيل القعود في المكان المخصص لها، بل وذهب الإمام أحمد في رواية إلى تحريم التطويل فيه، وإنما كان ذلك لما في هذا
المكان من لبث للخبث والخبائث، ولما فيه من طول كشف العورة. من آداب قضاء الحاجة سلت ونتر الذكر بعدها، وذلك بأن يقوم الرجل بالاستبراء لبوله بأن يقوم بإفراغ ما قد يوجد في قضيبه من بول.
وقد اختلف الفقهاء في حكم الاستبراء بسلت البول من مخرجه
على قولين :
فذهب الحنفية والمالكية إلى أنه يجب سلت ونتر الذكر الإفراغ ما به من بول.
واستدلوا على ذلك بما ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال:
مر رسول الله ﷺ على قبرين، فقال: إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا فكان لا يستنزه من بوله، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة، ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنين، فغرس على هذا واحدا وعلى هذا واحدا ، ثم قال : لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا)، فقد عذب واحد من القبرين لأنه لم يكن يستنزه من بوله وهو الاستبراء، فدل على أنه واجب، إذ لو لم يكن واجبا ما عذب لأجله.
وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه يستحب سلت ونتر الذكر
لإفراغ ما به من بول.
واستدلوا على ذلك بما رواه عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ: إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، وإذا بال أحدكم فلا يمسح ذكره بيمينه، وإذا تمسح أحدكم فلا يتمسح بيمينه).
فقوله وإذا تمسح أحدكم دليل على أن التمسح وهو الاستبراء ليس واجبا بل هو مستحب فقط، ونبه إلى أن يكون ذلك بشماله لا بيمينه.
والراجح هو القول الأول الذي يرى أن سلت ونتر الذكر الإفراغ البول بعد التبول واجب، لأن في السلت والنتر إفراغ لما يكون قد تعلق به من أثر البول في مجراه.
اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على أنه يستحب لمن خرج من الخلاء أن يقول غفرانك، وأن يقول : الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني.
– اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على أنه يستحب لمن خرج من
الخلاء أن يغسل يديه تنظيفا لهما، خاصة إذا كان قد دخله
للغائط، وأوجب بعض الحنفية عليه ذلك تنقية وتطهيرا ليده
وتنظيفا لما علق به من خبث، حتى اشترط بعض الفقهاء قطع
الرائحة بالمبالغة في الغسل.
أ . د / محمود صديق رشوان
أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن
كلية الشريعة والقانون بأسيوط
لمطالعة الكتاب كاملا على الرابط التالى