يروى عن جابر الجعفي قال:
دخلت على الباقر رضي الله عنه فقال: ما تقول أرباب التأويل في قوله تعالى : “ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم” ؟! .
فقلت: يقولون الظل والماء البارد .
فقال: لو أنك أدخلت بيتك أحدا وأقعدته في ظل وأسقيته ماء باردا أتمن عليه؟!
فقلت: لا.
قال: فالله أكرم من أن يطعم عبده ويسقيه ثم يسأله عنه، فقلت : ما تأويله؟!
قال: النعيم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم أنعم الله به على هذا العالم فاستنقذهم به من الضلالة، أما سمعت قوله تعالى : “لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم [آل عمران: 164] الآية.
وعن الباقر عليه السلام أيضا ، أهل القرآن يقولون: أرجى آية قوله: “يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله’ [الزمر: 53] .
وإنا أهل البيت نقول: أرجى آية قوله:
“ولسوف يعطيك ربك فترضى”. والله إنها الشفاعة ليعطاها في أهل لا إله إلا الله حتى يقول رضيت.
[ التفسير الكبير للفخر الرازي: (ص٣٢/٢٧٥) _ (ص٣١/١٩٤) ]