- إن أعظمَ ما يعين المسلم على تحقيق التقوى والاستقامة على نهج الحق والهدى، مصاحبةُ الأخيار، ومصافاةُ الأبرار، والبعدُ عن قرناء السوء ومخالطة الأشرار، لأن الإنسان بطبعه وبحكم بشريته يتأثر بصاحبه وجليسه، ويكتسب من أخلاق قرينه وخليله .
- والمرءُ إنما توزن أخلاقه وتُعرف شمائله بإخوانه وأصفيائه، ورضي الله عن ابن مسعود يوم قال :
“ما من شيء أدلُ على شيء؛ من الصاحب على الصاحب”. ومن كلام بعض أهل الحكمة (يُظَنُ بالمرء ما يظن بقرينه) فلا غروَ حينئذٍ أن يُعنى الإسلام بشأن الصحبةِ والمجالسة أيما عناية، ويوليها بالغ الرعاية، حيث وجه رسول الهدى كلَ فرد من أفراد الأمة إلى العنايةِ باختيار الجلساء الصالحين، واصطفاء الرفقاء المتقين، فقال عليه الصلاة والسلام :
” لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامَك إلا تقي “. رواه أبو داود والترمذي بإسناد حسن .