إن بغض ابن تيمية للإمام على أنه قد خطأه فى أكثر من سبعة عشرة موضعاً حول قتاله مع معاوية قى موقعة الجمل وصفين , وهذه بعض من أقواله الشنيعة فى الإمام على : قال ما نصه : ” وليس علينا أن نبايع عاجزاً عن العدل عليا ولا تاركاً له فائمة السنة يسلمون أنه ما كان القتال مأموراً به ولا واجبا ولا مستحباً ” ([1])
قال ما نصه : ” فلا أرى أعظم ذماً من رأى أريق به دم ألوف من المسلمين ولم يحصل بقتلهم مصلحة للمسلمين لا فى دينهم ولا فى دنياهم بل نقص الخير عما كان وزاد الشر عما كان “([2]) .
قال ما نصه : ” والذى عليه أكابر الصحابة والتابعين أن قتال الجمل وصفين لم يكن من القتال المأمور به وان تركه أفضل من الدخول فيه بل عدوه قتال فتنة وعلى هذا جمهور أهل الحديث وجمهور أئمة الفقهاء “([3]) قال ما نصه : ” أن القتال كان قتال فتنة وكان من قعد عنه أفضل ممن قاتل فيه وهذا مذهب مالك وأحمد وأبى حنيفة والأوزاعى بل والثورى ومن لا يحصى عدده “([4])
تعليـق : كلام ابن تيمية هذا معارض لقوله تعالى { فات بغت أحداهما فقاتلوا التى تبغى } ([5]) وتراه يقول على رأيه بأنه رأى جمهور أهل الحديث وأئمة الفقهاء فمن الذى قال بقوله !! أم أنه ايهام للبعض بأن رأيه هو الصواب فإن بحث وزجدت أن الائمة والفقهاء اجمعوا على أن من قاتلوا علياً كانوا بغاة نذكر منهم :
قال الحافظ بن حجر : ” وقد ثبت أن من قاتل علياً كانوا بغاة ” ([6])
روى البيهقى عن ابن خزيمة قال : ” وكل من نازع أمير المؤمنين على بن ابى طاب فى امارته فهو باغ وعلى هذا عهدت مشايخنا وبه قال ابن ادريس _ يعنى الشافعى رحمه الله([7]) .
قال الإمام عبد القادر الجرجانى : وقد أجمع فقهاء الحجاز والعراق من خريجى الحديث والراى منهم مالك والشافعى وأبو حنيفة والأوزاعى والجمهور الأعظم من المتكلمين أن علياً هو المصيب فى قتاله لأهل صفين كما قالوا باصابته فى قتل أصحاب الجمل([8]) .
([1]) منهاج السنة لابن تيمية 2 / 203 .
([2]) منهاج السنة لابن تيمية 3 / 156 .
([3]) منهاج السنة لابن تيمية 4 / 281 .
([4]) منهاج السنة لابن تيمية 4 / 180 .
([7]) رواه البيهقى فى كتاب الاعتقاد بإسناده المتصل إلى محمد بن إسحاق وهو ابن خزيمة .