مات أبوه وهو طفل صغير وكانت أمه من الفاضلات العابدات .
فلما بلغ الحلم جاء فرحا إلى والدته فقال : يا أماه لقد أصبحت رجلاً .
قالت : وهل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال: أولا يكون الرجل رجلا حتى يرى رسول الله؟
قالت : نعم .
قال وكيف لي أن أراه ؟
قالت : أكثر من الصلاة عليه .
فسمع كلام أمه واجتهد في عبادته وأكثر من الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم حتى رآه في منامه , وجاء فرحا ليخبر أمه
فقال: يا أماه أصبحت رجلا لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم .
فقالت : وهل رأيته يقظة أم في المنام ؟
فقال : بل في المنام يا أماه ، قالت : لن تكون رجلا حتى تراه يقظة .
فقال : وكيف يا أماه؟.
قالت : ألا تقرأ في كل صلاة في التحيات السلام عليك يا أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، كيف تسلم على شخص غائب؟ .!
فأخذ يتقن صلاته بخشوع وعندما يصل إلى السلام عليك أيها النبي تفيض عيناه بالبكاء حتى رأى النبي وهو يرد عليه السلام ، وحينها جاءته أمه وقالت له : الآن لاخوف عليك اليوم ، أصبحت رجلا
فأصبح من العارفين الزهاد المتقين , رضي الله عنه وأرضاه .
تحميل كتاب قطوف من بستان الصالحين