“هل دخول الجنة بالفضل ولا بالعمل؟ ولو كان بالفضل، إيه معنى قوله تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)؟”

للدكتور/ مختار البغدادى
المعيد بكلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر

“هل دخول الجنة بالفضل ولا بالعمل؟

ولو كان بالفضل، إيه معنى قوله تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)؟”

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاء في الحديث الشريف الصحيح اللي رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لن يدخل أحدكم عمله الجنة”.

قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟

قال: “لا، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة”.

وفي رواية للإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل أحد منكم الجنة بعمله”.

قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟

قال: “ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه برحمة وفضل” ووضع يده على رأسه.

ولا تعارض بين الحديث ده وبين قول الله تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون). الباء هنا سبب، مش باء مقابلة، زي ما الواحد يقول: اشتريت ده بده.

فأي عمل يعمله الإنسان هو من فضل الله، مش من جده واجتهاده، بل من توفيق الله وفضله، قال تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله). وقال تعالى: (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون * فضلًا من الله ونعمةً والله عليم حكيم).

فكل الطاعات من فضله تبارك وتعالى، وما دامت من فضله، مش هيكون الأعمال الصالحة مقابل لدخول الجنة.

وأما قوله تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون). فالباء سببية، يعني بسبب العمل ده، يدخلكم ربنا عز وجل جنته بفضله.

وبناء على كده:

الباء في الآية الكريمة سببية، والباء في الحديث الشريف باء مقابلة، فليس العمل عوض كافي لدخول الجنة، بل دخولها بالفضل والرحمة.

فلابد من العمل لنيل الفضل، قال تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا). وبعد العمل، يرجو العبد الفضل من الله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.