بقلم الشيخ/ أحمد عزت حسن
٤▪︎ والملائكة تصلي على الموجود بالمسجد من المسلمين ما دام على وضوء، وتدعو له بالمغفرة والرحمة؛ فتقول: «اللهم اغفر له وارحمه». كما سبق
وقد جاءت أحاديثُ في فضيلة الجَماعة لصلاة الصُّبح والعشاء خاصَّة: قال رسول الله -ﷺ-: «مَن صلَّى العشاء في جماعةٍ، فكأنَّما قام نصف الليل، ومن صلَّى الصُّبح في جماعةٍ، فكأنَّما صلَّى الليل كلَّه»، وفي رواية أبي داود: «ومن صلَّى العشاء والفجر في جماعةٍ كان كقيام الليل».
▪︎ إن كل مسجد له مجموعة من الرواد يرتادونه ويعرف بعضهم البعض واعتادوا على التواجد فى معظم الأوقات فإذا ما غاب أحدهم يومًا عن صلاته سأل عنه إخوانه فإن كان مريضًا عادوه وإن افتقر أعانوه أو محتاجًا ساعدوه فيعرف أنه عضوٌ فى جماعة له أهميته وكيانه وأنه يوجد من يسأل عنه إذا غاب ويهتم به إذا حضر فينتشر الحب والتعاون بين المسلمين وأفراد المجتمع الإسلامى
▪︎ ونزول الرحمة منوطٌ بالجماعة؛ فإنَ اللهَ -عز وجل- يحب أن يرى عبدهُ في جمعٍ من المؤمنين، يدعوه: في عرفة، في الطواف، في صلاة الجماعة، في صلاة العيدين. العبد يقول: يا رب، من أنا وما خطري؟! أنا مسكين جئتك في جمع المساكين. والله العالم لو أنَ اللهَ -عزَ وجل- قبلَ صلاة مصلٍّ واحد، ليس من البعيد على كرم الله -عزَ وجل- أن يقبلهم جميعًا ففي الحديث القدسي عن النبيّ -ﷺ- أنه قال: “إِنَّ -لله تَبَارَكَ وَتَعَالَى- مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا، يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ.. فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ، قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا. فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ. فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟. فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ: يُسَبِّحُونَكَ، وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيُهَلِّلُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيَسْأَلُونَكَ.. قَالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟. قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟. قَالُوا: لَا أَيْ رَبِّ!. قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟. قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ،
قَالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟. قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟. قَالُوا: لَا، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا. فَيَقُولُونَ: رَبِّ!. فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ. فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ. هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ) البخاري (٦٤٠٨)، ومسلم (٢٦٨٩)، وأحمد (٧٤٢٦).
وبالتالي، فإن من مواطن البركة، والرحمة؛ المسجد والجماعة.. هنيئاً لمن كانَ هو منشأ لقبول صلاة الآخرين!.