خرج عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في سفر ، ومعه تابع له ، فلما جنَّ الليل ، قصدا إلى أقرب بيت في طريقهما ونزلا ضيفين على صاحبه ، وكان رب البيت رجلاً فقيراً ولم يعرف ابن عباس ، فرحب به وأحسن لقاءه.
ثم دخل إلى زوجته فقال لها: لقد قصدنا الليلة ضيف كريم، فهل عندك ما يصلح لعشائه؟
فقالت الزوجة: ليس عندنا سوى هذه الشاة الصغيرة .. وحياة ابنك كما تعلم في لبنها !
قال الأعرابي : لابد أن أكرم ضيفي بذبحها.
قالت : أتقتل ابنك !
قال : الله تعالى يتولى أمرنا ، ثم قام إلى الشاة فذبحها ، وهيأ منها طعاماً لضيفه.
وكان حديث الرجل مع زوجته قد سرى في سكون الليل إلى سمع ابن عباس ، فلما أشرق الصباح قال لتابعه: كم معك من نقود؟
قال: معي ألف دينار.
قال : أعط الأعرابي سبعمئة دينار.
قال : أنعطيه سبعمئة دينار من أجل شاه لا تساوي ديناراً واحداً؟
قال : ويحك ! إنه والله أسخى منا وأكرم، لقد جاد علينا بكل ما يملك ، ونحن نجود عليه ببعض ما نملك.