هل المهدى متعلم ؟ وهل هو رجل دين ؟
adminaswan
18 أكتوبر، 2024
المهدى المنتظر وعلوم آخر الزمان
265 زيارة

فى الحديث النبوى “ان الله يبعث لهذه الامة على رأس من يجدد لها امر دينها”
قرن الإمام المهدى هو خير القرون بعد القرون الثلاثة، فهو القرن الرابع الفرد، كما ان شهر رجب فرد فى الاشهر الحرم ، كذلك زمن الإمام المهدى فرد بعد القرون الثلاثة الأُول بعد قرن النبى، وقرن الصحابة، وقرن التابعين، وحتى يكون قرن الإمام المهدى واصحابه وانصاره مجددين للدين ومقيمون لدولة العدل .
فهل يعقل ان يكون المهدى ليس له قدر عالى من العلوم الدينية؟!!
بدايةً نفرق بين الامية والجهل، الامى قد لا يكون يقرأ ولا يكتب ولكن من الممكن ان يكون عنده الكثير من العلم سواء كان علماً ربانياً او علم مكتسب فقد يكون المهدى قد يكون أمى او خريج جامعات .
ولا اظن ان المهدى غير متعلم؟
فكيف يقيم العدل وكيف يفرق بين الامور العلمية الشائكة خاصة انه جاء فى زمان كثر فيه الاختلاف واللغط .
فهناك حرب شعواء على الاسلام، على كل علماء الدين بصفة عامة لكن بالاخص علماء الحديث والفقه فهؤلاء يتعرضون لهجوم شديد وتشكيك وحرب شعواء .
اذا لم يكن المهدى عالم هل سيتركنا للاختلاف، اذا امر المهدى سيهدم قبل ان يولد اذا لم يكن له كفاءة علمية دينية، فهو اذاً لا يستطيع ان يجمع الجميع على مسألة معينة أو اتجاه معين ثبت عليه الدليل من الكتاب والسنة، فانا استبعد الا يكون المهدى عالم بالشريعة.
ولابد ان يكون له قدر من المعرفة بالعلوم الدنيوية من الاقتصاد والسياسية والعلوم العسكرية حتى ولو قدر يسير، اما العلوم الشرعية فلابد ان يكون ملماً بها، سواء كان بعلم إلهامى نور يقذف فى قلبه او بالدراسة مما يجعله على رأس العلماء فى عصره.
فعن ابى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ يبعثُ لهذهِ الأمةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ من يُجدِّدُ أمرَ دينِها” ([1])
عن ابى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فإنَّ اللَّهَ يَبعَثُ على رأسِ كلِّ مِئةِ سنةٍ مَنْ يُجدِّدُ – يَعْني: لِلأُمَّةِ- أمْرَ دِينِها” ([2])
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيرُ القرونِ قرْني, ثمَّ الَّذين يلونَهم, ثمَّ الَّذين يلونَهم, ثمَّ يأتي قومٌ يشهدونَ ولا يُستشهدونَ, وينذُرونَ ولا يوفونَ, ويظهرُ فيهم السِّمَنُ “([3])
الأمية والعلم الربانى :
ذكر أمية ـ معلم البشرية ـ صلى الله عليه وسلم:
قال تعالى: ” الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” الأعراف : 157.
قال تعالى: “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ” الجمعة : 2.
قال تعالى: “وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ” العنكبوت : 48.
أخرج البخاري عن البراء بن عازب – رضي الله عنه- أنّه قال: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَعْتَمِرَ أَرْسَلَ إلى أَهْلِ مَكَّةَ يَسْتَأْذِنُهُمْ لِيَدْخُلَ مَكَّةَ، فَاشْتَرَطُوا عليه……” إلى أن قال: وكانَ لا يَكْتُبُ، قالَ: فَقالَ لِعَلِيٍّ: امْحَ رَسولَ اللَّهِ، فَقالَ عَلِيٌّ: واللَّهِ لا أَمْحَاهُ أَبَدًا، قالَ: فأرِنِيهِ، قالَ: فأرَاهُ إيَّاهُ فَمَحَاهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِهِ”
وفي “الصحيحين” عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يقول: “إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ”
ذكر بعض الايات القرآنية الواردة فى ذكر العلماء الربانيين:
قال تعالى: ” مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ [آل عمران : 79].
وقال القرطبي في تفسير الآية: «والربانيون واحدهم رباني منسوب إلى الرب . والرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ; وكأنه يقتدي بالرب سبحانه في تيسير الأمور ; روي معناه عن ابن عباس .
قال تعالى: ” لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ” المائدة : 63
قال تعالى: “شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” آل عمران:18
قال تعالى: ” هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ” آل عمران : 7
قال رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم : “يحمل هَذَا الْعلمَ منْ كُلِّ خلفٍ عدوله، ينفون عَنهُ تَحْرِيف الغالينَ، وانتحال المبطلينَ وَتَأْويل الْجَاهِلين” أخرجه البيهقي في سننه الكبرى بلفظ : (يرث)، ([4])
وعنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ-رضِيَ الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : “مَا مِنْ نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللهُ فِى أُمَّةٍ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ ” ([5])
([1])أخرجه ابن حجر العسقلاني فى تخريج مشكاة المصابيح، والزرقاني فى مختصر المقاصد، وأبو داود فى سننه،والطبراني فى المعجم الأوسط
([2]) أخرجه شعيب الأرناؤوط فى تخريج سير أعلام النبلاء
([3]) أخرجه ابن رجب فى جامع العلوم والحكم
([4]) ابن عساكر في تاريخه .
([5]) أخرجه مسلم في صحيحه .