ما لن يخبرك به الصبية الذين يسخرون من الإمام الكبير والمجاهد الشهير “السيد البدوي” رضي الله عنه وأرضاه:
أنه من زمانه إلى هذا العصر لا يوجد عالمٌ واحدٌ طعن فيه على مدار قرون طويلة، بل كلمتهم جميعًا على مدحه وتعظيمه، وإنما بدأ الطعن فيه في عصرنا عصر الجهل وأهله، وتولّى كبر هذا الطعن مجموعة من الزنادقة الطاعنين في السنة النبوية كأحمد صبحي منصور وغيره، وتأثر بهم بعض الناس لا سيما مبتدعة المتسلفة.
ونجح أعداء الدين في دسّ الأكاذيب والموضوعات في سيرته الشريفة وفي بعض الطبعات المحرفة لكتب تراجمه لتشويه صورته كالزعم بأنه كان يبول على الناس وكان لا يستحمّ وغير ذلك من الخزعبلات!
والحقُّ أنه كان إمامًا سيّدًا مهيبًا مُجاهدًا عالمًا زاهدًا عابدًا، حارب الصليبيين فأتعبهم، وأتقن القراءات العشر ومذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، وخرّج جيلا من المجاهدين والعبّاد، فرضي الله عنه وأرضاه!
– قال الإمام المجتهد ابن الملقن رضي الله عنه في ((طبقات الأولياء)):
“الشيخ أحمد البدوي، المعروف بالسطوحي، أصله من بني بِرِّي، قبيلة من عرب الشام، تسلك بالشيخ بِرِّي، أحد تلامذة الشيخ أبي نعيم أحد مشايخ العراق”
فذكره في طبقات الأولياء.
– وقال الإمام ابن تغري بردي: “الشيخ المعتقد الصالح … وكان من الأولياء المشهورين، وكانت له كرامات ومناقب جمة رحمه الله تعالى ونفعنا ببركاته”.
– وقال الإمام المجتهد الجلال السيوطي رضي الله عنه:
“سيدي أحمد البدوي … كان حفظ القرآن، وقرأ شيئا من الفقه على مذهب الشافعي … ثم لازم الصمت حتى كان لا يتكلم إلا بالإشارة، واعتزل الناس جملة، وظهر عليه الوله … وتُؤثر عنه كرامات وخوارق”
– وقال عنه الإمام الحافظ شمس الدين السخاوي: “سيدي أحمد البدوي”
– وقال الإمام الحافظ القسطلاني شارح البخاري رضي الله عنه:
“كالشيخ أبى العباس أحمد البدوى والسادات: إكسير معارف السعادات أولى المواهب العلية والحقائق المحمدية بنى الوفاء، أعاد الله من بركاتهم وواصل إمداداتهم إلينا”
– وقال الإمام الرملي الذي عليه مدار معتمد المذهب الشافعي والملقب بالشافعي الصغير:
“سَيِّدِي أَحْمَدَ الْبَدْوِيِّ نَفَعَنَا اللهُ بِهِ”
– وقال الإمام القليوبي العلامة الشافعي الشهير:
“قَوْلُهُ: (رَغِيفٍ) هُوَ الْمُتَعَارَفُ بَيْنَ النَّاسِ لَا مَا يُجْعَلُ صَغِيرًا لِلْأَوْلِيَاءِ تَبَرُّكًا بِهِمْ وَنَحْوُ خُبْزِ سَيِّدِي أَحْمَدَ الْبَدْوِيِّ.”
– وقال الإمام الشبراملسي العلامة الشافعي المعروف:
“سَيِّدِي أَحْمَدَ الْبَدْوِيِّ نَفَعَنَا اللَّهُ بِهِ”
– ويقول العلامة ابن العماد الحنبلي:
“وفيها السّيّد الجليل الشيخ أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد ابن أبي بكر البدويّ الشّريف الحسيب النّسيب”.
– وقال العلامة محيي الدين عبد القادر العيدروس: “القطب الشريف سَيِّدي أَحْمد البدوي نفع الله بِهِ”.
– وقال العلامة شهاب الدين الحموي مفتي الحنفية:
“سَيِّدِي أَحْمَدَ الْبَدَوِيِّ نَفَعَنَا اللَّهُ بِبَرَكَاتِهِ”
– وقال العلامة الشيخ محمد بن أحمد بن سعيد الحنفي المكي: “الولي الشهير”.
– وقال عنه شمس الدين ابن الغزي: “الولي المعتقد الشهير الشريف المصري أفرد الشعراني مناقبه بالتأليف”.
– ولشيخ الإسلام إمام الدنيا أبو البركات الدردير رضي الله عنه:
“شرح صلوَات السَّيِّد أحْمَد البدوي”.
– ويقول العلامة الجمل صاحب حاشية الجمل المشهورة:
” وَقَدْ الْتَبَسَ ذَلِكَ عَلَى بَعْضِهِمْ؛ فَزَعَمَ أَنَّ شَدَّ الرِّحَالِ إلَى الزِّيَارَةِ لِمَنْ فِي غَيْرِ الثَّلَاثَةِ كَسَيِّدِي أَحْمَدَ الْبَدَوِيِّ وَنَحْوه دَاخِلٌ فِي الْمَنْعِ وَهُوَ خَطَأٌ”
– ويقول العلامة اللغوي المحدث مرتضى الزبيدي:
“القُطْب أَبِو الفَرَّاجِ سَيِّدِي أَحْمَد البَدَوِيّ قَدَّسَ الله سِرَّه”
– وشيخ الإسلام الإمام الباجوري رضي الله عنه دائم التعظيم له حتى أنه في نهاية حاشيته على شرح الغاية والتقريب يطلب من القراء قراءة الفاتحة للسيد البدوي رضي الله عنه وأرضاه!
– وقال الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود في كتابه (السيد احمد البدوي): “ولقد بلغت عناية السيد بالقرآن أن لم يكتف بقراءته على قراءة واحدة، وإنما تعلم القرآن بقراءاته المتعددة: لقد كان عالمًا بالقراءات، وبلغت دراسته للفقه أنه كان إذا سُئِلَ عن مسألة من علوم الفقه يفتي فيها ثم يقول: تجدونها مسطرة في الكتاب الفلاني، وبلغت إلهاماته في علم القوم أنه كان يتحدث في المسألة من علمهم من الظهر إلى العصر”.
فانشروا هذا الكلام وعرّفوا الناس بهذا السيّد الهُمام الذي تجرأ عليه الجهلة الطغام.
“إن الله يدافع عن الذين آمنوا”