قال وهابي لأشعري: أين الله؟

قال وهابي لأشعري: أين الله؟ فقال له الأشعري: اتريد الإجابة بالوحي أم على هواك؟

فقال: بل بالوحي. فقال: إذن، اسمع!

قال تعالى (وهو معكم أينما كنتم)
وقال أيضاً (وهو الله في السماوات وفي الأرض)
وقال أيضاً (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب)
وقال أيضاً ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)
وقال أيضا (ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أينما كانوا)
وقال أيضاً (فأينما تولوا فثم وجه الله)
وقال أيضاً (أن ربك لبالمرصاد)
وقال أيضاً ( فلولا إذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون)
وقال أيضاً (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)
وقال صلى الله عليه وسلم
(إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يبصق قِبَل وجهه فإن الله قبَل وجهه)
وقال صلى الله عليه وسلم
( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً
(وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء)
وقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنه قال
(اني ذاهب إلى ربي)
وقال أيضاً (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)
وقال صلى الله عليه وسلم للجارية في الحديث
أين الله فقالت في السماء
وقال تعالى (الرحمن على العرش استوى).
فهذه كلها تصلح للسؤال ..
فإن أوّلت بعض ما ذكرت وأخذت البعض على ظاهره فأنت صاحب هوى..
وإن أخذتهم كلهم على الظاهر فأنت حلولي ومن قال بالحلول فدينه معلول ..
وإن تأوّلت الجميع وجمعت بينها كلها كما فعل الحافظ البيهقي : فقال دلّ ذلك على أنه بلا مكان فأنت من أهل السنة والجماعة ..
وإن قلت ان كان بلا مكان فهو عدم فأنت غبي ومسطول ..
لأن “الله كان ولا شيء غيره”
الله بالمرصاد مع كلِ أحدٍ بعلمِهِ لا بذاتهِ، وفوقَ كل شيئ بقدرتهِ وظاهرٌ بكلِ شىءٍ بآثارِ صفاتِهِ، وباطن بحقيقةِ ذاتهِ أي لا يُمكنُ تصويرُهُ في النفس منزهٌ عن الجهةِ والجِسمية،
فلا يقالُ: له يمينٌ ولا شمالٌ ولا خلفٌ ولا أمامٌ، ولا فوقَ العرش ولا تحتَهُ، ولا عن يمينِهِ ولا عن شِمالِهِ، ولا داخلٌ في العالمِ ولا خارجٌ عنه
ولا يقالُ: لا يعلمُ مكانهُ إلا هو لانه ليس له مكان…المكان صفة للمخلوق. ..
ومن قال: لا أعرفُ اللهَ في السماءِ هو أم في الأرضِ كفرَ لأنه جعل أحدَهُما له مكانًا،
فإذا قال لك: ما دليلُك على ذلك؟
فقل: لأنه لو كان له جهة أو هو في جهةٍ لكان متحيزًا، وكلُ متحيزٍ حادثٌ والحدوثُ عليه محال
فإذا قيل لك : ما يجبُ له تعالى وما يستحيلُ عليه؟ فقل : يجبُ له كلُ كمالٍ في حقهِ ويستحيلُ عليه كلُ نقصٍ.
قال الإمام المجتهد أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه (150 هـ) أحد مشاهير علماء السلف إمام المذهب الحنفي : ” قلت: أرأيت لو قيل أين الله تعالى؟ فقال- أي أبو حنيفة – : يقال له كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق، وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق ولا شىء، وهو خالق كل شىء” اهـ…..

لو قلت لوها..بي انك ستبني بيتا جديدا. فأين انت يا وهابي الآن: أأنت داخل البيت أم خارجه؟ الجواب انه لا داخل البيت ولا خارجه. . ان قدر الوهابي ان يتصور هذا الموقف فسيفهم كيف أن الله تعالى قبل ان يخلق الكون لم يكن داخله و لا خارجه و بعد ان خلقه لم يتغير شيىء فالله ليس داخل الكون و لا خارج الكون …والله بائن من خلقه اى لا يشبه خلقه…

لان الله ازلي ليس بحاجة لخلقه فوجود الله ليس مرهونا بوجود مخلوقاته و المكان والحلول ليس صفة لله… الله خالق بلا حاجة و هذا من عظمة الله فلا يعلم ذات الله الا الله….

والحمد والشكر لله رب العالمين 🤲

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.