محاولات الطعن في صحة حديث (تقتل عماراً الفئة الباغية)
adminaswan
6 أكتوبر، 2024
منوعات
321 زيارة

بقلم د / عمر محمد الشريف
محاولات الطعن في صحة حديث (تقتل عماراً الفئة الباغية) لن تغير الحقيقة، ولن تنقص من قدر جدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ولو كان حديثاً غير صحيح لرده وشكك فيه سيدنا معاوية وإنما أوله كما هو ثابت.
يقول شيخ الإسلام الحافظ ابن عبد البر في “استيعابه” : تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” تقتل عمار الفئة الباغية ” وهو من أصح الأحاديث.
وقال الحافظ ابن دحية في كتابه “مرج البحرين “: وكيف يكون في هذا الحديث اختلاف، وقد رأينا معاوية نفسه حين لم يقدر على إنكاره قال: أنما قتله من أخرجه. ولو كان حديثاً فيه شك لرده معاوية وأنكره، وقد أجاب علي عن قول معاوية بأن قال: (رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قتل حمزة حين أخرجه) وهو من علي إلزام لا جواب عنه.انتهى.
ونقل الصنعاني أن قال الزركشي : صنف الحافظ ابن عبد البر جزءاً سماه الاستظهار، في طريق حديث عمار، وقال : هذا الحديث من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالغيب وأعلام نبوته، وهو من أصح الأحاديث، ثم قال الزركشي : وهذا الحديث احتج به الرافعي لإطلاق العلماء بأن معاوية ومن معه كانوا باغين ولا خلاف أن عماراً كان مع علي رضى الله عنه وقتله أصحاب معاوية .
وقال إمام الحرمين في “الإرشاد”: وعلي كرم الله وجهه كان إماماً حقاً في ولايته، ومقاتلوه كانوا بغاة، ومقتضى حسن الظن بهم يقتضي أن نظن بهم قصد خير وإن أخطؤوه .
وقال الأستاذ عبد القاهر البغدادي : أجمع فقهاء الحجاز والعراق ممن تكلم في الحديث والرأى – منهم : مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي – والجمهور الأعظم من المتكلمين أن علياً عليه السلام مصيب في قتاله لأهل صفين، كما أصاب في قتاله أهل الجمل، وأن الذين قاتلوه بغاة ظالمين له لحديث عمار، وأجمعوا على ذلك.
ونقل العبادي في طبقاته قال محمد بن إسحاق : كل من نازع علي بن أبي طالب فهو باغ، على هذا عهدت مشايخنا، وهو قول ابن إدريس، يعني الشافعي. انتهى بلفظه من تخريج الزركشي.
وقال شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني : “روى حديث (تقتل عماراً الفئة الباغية) جماعة من الصحابة : منهم قتادة بن النعمان، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع، وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر، وعمار نفسه، وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عدهم، وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة وفضيلة ظاهرة لعلي ولعمار ورد على النواصب الزاعمين أن علياً لم يكن مصيباً في حروبه”.انتهى.
وقال ابن حجر الهيتمي في “الصواعق” : “وتأمل حديث عمار : تقتله الفئة الباغية ، تجد لما كان له أصل اتفق على روايته كل الصحابة ، ثم استدل علي واتباعه على أن معاوية باغ خارج على الإمام الحق ، وأوله معاوية وأتباعه بما ليس بقطعي البطلان مما يقتضي عذرهم”.