السعادة في معرفة الله

اللطيفة السادسة : السعادة في معرفة الله

يبحث الناس عن السعادة، ويلهثون في طلبها، ويتهالكون في السير نحو أسبابها، وما دروا أن السعادة الحقيقية تكون في معرفة الله عز وجل، وأن الأمن والأمان في جنابه، فمن اقترب منه حظي برضا وأمان وسعادة الجناب العالي، ولاذ بمن لا خوف ولا ضرر ولا فزع معه، فمن خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله تعالى أخافه الله من كل شيء.

وإذا كان الأمن والأمان في جنابه، فكيف تطلبه في مكان غيره؟ وإذا كانت السعادة في معرفته فكيف تعرف غيره؟.

وأنت رابح من معرفة ربك راحة البال، وهدوء النفس، وطمأنينة القلب، والثقة بفوزك بما لك وما عليك، لأنك متى عرفته ذقت حلاوة المعاني، فهانت لديك المباني، فلا ترى نفسك حريصة عليها، ولا حزينة على فقدها، بل أنت راض دوما، آخذ بالأسباب بلا تهالك، إن وقع لك خير شكرت الله وقبلت فضله، دون أن تتعلق به نفسك، وإن حدث لك سوء حمدت الله تعالى ولم تجزع، وعلمت أنه اختبار، فليس للمباني تعلق في قلبك، وليست الدنيا ساكنة فيه، بل فيه معرفة الله تعالى التي يهون عندها وبعدها ومعها كل شيء.

ولذا كانت القاعدة: من عرف الله هان عليه ما سواه، ومن لم يعرف الله تاه في دنياه، ومن عرف الله كفاه، ومن لم يعرف الله أشقاه.

 بقلم / أ.د/ حسين عبد المجيد أبو العلا

أستاذ الفقة المقارن – ووكيل كلية الشريعة والقانون بأسيوط سابقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.