الثقة في الله
adminaswan
15 سبتمبر، 2024
الطريق إلى الله
33 زيارة
اللطيفة الرابعة عشر : الثقة في الله
كثرت الشكوى من البلايا، وعظم الداء عند كثير من الناس، وكثرت الأدواء والعلل النفسية، وتفشى بين الناس الهم والغم وخوف الغد، وما كان ذلك إلا لضعف الثقة في الله، والخوف من الفقر وانقطاع الرزق، وكيف يخاف من يعرف أن له ربا رازقا، وخالقا معطيا؟ وكيف يقلق من كان الله في ظنه وملء قلبه؟.
والمتوكل على الله استغنى بالمعطي المانع عمن ليس بمانع ولا معط، فهو غني بالله عمن سواه، فقير إلى الله قد سكن قلبه عن الاضطراب، فليس لمخلوق في قلبه خطر، فمن وثق بغير الله لا يغنيه، ومن توكل على غيره لم يكن مطمئنا، ولا يكون الاطمئنان إلا بالزهد والتوكل.
والزهد في الدنيا يتحقق بأربعة: الأولى الثقة بالله تعالى فيما وعد من أمر الدنيا بأمر الآخرة. والثانية أن يكون مدح الخلق وذمهم عنده واحدا. والثالثة الإخلاص في عمله. والرابعة أن يتجاوز عمن ظلمه، ويكون حليما صبورا.
إن الثقة بالله هي سواد عين التوكل، ونقطة دائرة التفويض، وسويداء قلب التسليم، فمن سكن قلبه إلى أنه ليس نعمة في السماء والأرض إلا وهي لله استراح قلبه من عذاب الحرص، ومن لم يرضَ بالقضاء فليس لحمقه دواء، واليقين في ثلاثة أشياء: سكون القلب في الثقة بالله، والانقياد لأمر الله، والإشفاق والوجل من سابق العلم.
ولذا كانت القاعدة: إذا ألزمت الثقةَ قلبكَ فإنما أنت ناظر إلي الله، لأن الملك لله دون خلقه، وبقدر تركك الثقة في الله يعظم حرصك على الدنيا، فخالف حرصك على الدنيا بالقنوع بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأوثق الناس، وأتقى الناس، وأزهد الناس.
بقلم / أ.د/ حسين عبد المجيد أبو العلا
أستاذ الفقة المقارن – ووكيل كلية الشريعة والقانون بأسيوط سابقا