المهدى سيخرج من العباس صلباً ومن السيدة فاطمة رحماً

روى عن الإمام على رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ” يا عم ألا اخبرك ان الله قد افتتح هذا الامر بى وسيختمه بولدك “

عندما ننظر الى الخلافة عندما آلت الى بنى العباس كيف جهزوا انفسهم لها ، نرى ان بنى العباس يمتلكون ذكاءاً فطرياً فى ادارة شئون السياسة ، اما ذرية الإمام على فقد اشتهروا بالعلم الدين والزهد والورع ، لذلك الإمام المهدى يحتاج الى الناحيتين .

وكذا حديث الكساء ” ان النبى صلى الله عليه وسلم جمع العباس وجمع ولد العباس ووضع عليهم الكساء ودعا لهم ” ، وحديث العباءة ” ان النبى صلى الله عليه وسلم جمع على والسيدة فاطمة والحسن والحسين ووضع عليهم العباءة ودعا لهم ” لذلك يتضح الإمام المهدى سيكون من بين الكساء والعباءة .

وأيضاً فى البيت الهاشمى كان هناك سجادان على بن عبد الله بن العباس فقد كان يصلى فى الليل الف ركعة ، والإمام على زين العابدين بن الحسين والمشهور بعلى السجاد ، لذلك سيخرج المهدى من بين سجادان وعليَّان .

عن محمد ابن الحنفية عن علي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال للعباس : إن الله فتح هذا الأمر بي و يختمه بولدك ” ورد أيضا من حديث ابن عباس أخرجه الخطيب في التاريخ و لفظه ” بكم يفتح هذا الأمر و بكم يختم “

وقال أبو نعيم في الحلية : عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلقاه العباس فقال : ألا أبشرك يا أبا الفضل ؟ قال بلى يا رسول الله قال : ” إن الله افتتح بي هذا الأمر و بذريتك يختمه “

وعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لن تزال الخلافة في ولد عمي وصنو أبي حتى يسلموها إلى الدجال ” ([1])

ذكر خبر عمل بنى العباس بغرض وصولهم الى الخلافة:

قال الحسن بن حمزة : سمعت موسى السرّاج يقول : لما أراد محمد بن علي توجيه أبي عكرمة ، واسمه زياد بن درهم ، أحد شيعته إلى خراسان دعاه فقال له : اكتن بأبي محمّد ، وقد رسم لك بكير رسما فاتبعه ، وإن كانت نفسك تطيب بالموت فيما تتوجّه فيه فامض ، وإن جزعت منه ، وهو لا محالة آتيك ، فأقم ، فإنّي لست أضمن لك الحياة ، ولكنّي أضمن لك ثواب الله الّذي هو خير لك من الدنيا وما فيها ، قال زياد : رحمك الله ، ما تجشّمت ركوب بعد المشقة بيني وبينك ، ومفارقة الولد والأهل والوطن إلّا ونفسي طيبة لك بالموت ، فأوصني بما أحببت.

قال : فإنّي أوصيك بتقوى الله ، والعمل ليوم مرجعك ، واعلم أنّه لا تخطو خطوة فيما تذهب إليه إلّا كتب الله لك بها حسنة ، وحطّ عنك بها سيئة ، ولا تظهرنّ شيئا من أمرك ، حتى تقدم جرجان وتلقى بها أبا عبيدة وتلقي إليه ما ألقي إليك ثم تأتي مرو فتلقى أهلها بتجارتك وتلابس العامّة بسنّتها وتلقى سليمان بن كثير والنفر الذين استجابوا لأبي هاشم ، ولا تظهرنّ جدّا ولا دعاء إلى سلّة سيف ،وأقلل مكاتبتي ومراسلتي ، وأنفذ كتبك إلى أبي الفضل وإلى أبي هاشم إن رجع إلى العراق ، وإن دعوت أحداً من العامّة فلتكن دعوتك إلى الرضا من آل محمد ، فإذا وثقت بالرجل في عقله وبصيرته فاشرح له أمركم ، وقل بحجّتك التي لا يعقلها إلّا أولو الألباب ، وليكن اسمي مستورا عن كل أحد إلّا عن رجل عدلك في نفسك في ثقتك به وقد وكّدت عليه وتوثقت منه وأخذت بيعته ، وتقدّم بمثل ذلك إلى من توجّه من رسلك ، فإن سئلتم عن اسمي فقولوا : نحن في تقيّة ، وقد أمرنا بكتمان اسم إمامنا ، وإذا قدمت مرو فاحلل في أهل اليمن ، وتألّف ربيعة ، وتوقّ مضر ، وخذ بنصيبك من ثقاتهم ، واستكثر من الأعاجم ، فإنّهم أهل دعوتنا ، وبهم يؤيّدها الله ، واحذر غالبا ورهيطا قد ظاهروه على رأيه من أهل الكوفة ، منهم عيّاش ابن أبي عيّاش وزياد بن نذير ، وهم نفير في بني تميم ، وأبو خالد الجوالقي ، فإنّهم قوم قد سعوا في الفتنة وقد برئنا منهم فابرءوا منهم ، وكانوا غالب وأصحابه فاطميين دانوا بإمامة محمد بن علي بن الحسين ([2]) .

ما كان من امر بداية اجتماع الخرسانيين بمحمد بن علي بن عبد الله بن عباس :

قال الخراسانيون الذين أرادوا القيام في الدعوة : لا يصلح هذا الأمر إلّا لرجل من هؤلاء القوم يجتمع لنا فيه ثلاث خصال : يكون أعظمهم شرفا ، وأفضلهم في نفسه دينا ، وأسخاهم كفّا ، فيكون قوم يتبعونه لشرفه وموضعه ، وقوم يتبعونه لبراعة فضله ودينه ، وقوم يتبعونه لجوده ، فقدموا المدينة ، فاتفق لهم عبد الله بن الحسن بن الحسن فانسلّوا إليه متنكرين فقالوا له: إنّا قوم من شيعتك وإنّا خرجنا من خراسان، وبعث معنا بأموال نشتري بها لمن خلفنا حوائج ، فقطع علينا ، فذهبت الأموال ، ولا يشبهنا في قدرنا فيمن خلفنا ألّا نفعل ما أمرنا به ، وإن كان ذلك من أموالنا ، ووراءنا نعم عظام ، ونحن نحتاج إلى مال ، وقد أردنا ألّا تكون الصنيعة عندنا إلّا لرجل يجتمع لنا فيه خصلتان : الشرف في النسب والفضل في الدين ، فدللنا عليك ، وكنت غايتنا ، وقد احتجنا إلى قرض ، وسمّوا له المال ، فقال لهم عبد الله بن الحسن : أدلكم على نظيري في الشرف والمذهب وفي الدين، وهو أجمل لما تريدون منّي ، محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، فجاءوه فقالوا له مثل ما قالوا لعبد الله ، فحمل إليهم المال وهو لا يعرفهم ، فقالوا : هذا رجل قد ظهر لكم فيه الخصال التي أردتم ، وهو المجتمع عليه بالفضل والبراعة في النسب وقد أخبركم عبد الله أنّه نظيره، وقدّمه على نفسه بالجود، وكان سبب قيامهم .([3])

([1]). ذكره الديلمي فى الفردوس

([2]) كتاب اخبار الدولة العباسية

([3]) كتاب اخبار الدولة العباسية ، وانظر أنساب الأشراف ج 3 ص 326- 327، وق 1 ص 565. وانظر العيون والحدائق ج 3 ص 179- 180 وروايته توازي هذا النص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.