المهدى سيخرج من العباس صلباً ومن السيدة فاطمة رحماً
adminaswan
14 سبتمبر، 2024
المهدى المنتظر وعلوم آخر الزمان
162 زيارة
روى عن الإمام على رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا عم ألا اخبرك ان الله قد افتتح هذا الامر بى وسيختمه بولدك “
عندما ننظر الى الخلافة عندما آلت الى بنى العباس كيف جهزوا انفسهم لها ، نرى ان بنى العباس يمتلكون ذكاءاً فطرياً فى ادارة شئون السياسة ، اما ذرية الإمام على فقد اشتهروا بالعلم الدين والزهد والورع ، لذلك الإمام المهدى يحتاج الى الناحيتين .
وكذا حديث الكساء ” ان النبى صلى الله عليه وسلم جمع العباس وجمع ولد العباس ووضع عليهم الكساء ودعا لهم ” ، وحديث العباءة ” ان النبى صلى الله عليه وسلم جمع على والسيدة فاطمة والحسن والحسين ووضع عليهم العباءة ودعا لهم ” لذلك يتضح الإمام المهدى سيكون من بين الكساء والعباءة .
وأيضاً فى البيت الهاشمى كان هناك سجادان على بن عبد الله بن العباس فقد كان يصلى فى الليل الف ركعة ، والإمام على زين العابدين بن الحسين والمشهور بعلى السجاد ، لذلك سيخرج المهدى من بين سجادان وعليَّان .
عن محمد ابن الحنفية عن علي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال للعباس : إن الله فتح هذا الأمر بي و يختمه بولدك ” ورد أيضا من حديث ابن عباس أخرجه الخطيب في التاريخ و لفظه ” بكم يفتح هذا الأمر و بكم يختم “
وقال أبو نعيم في الحلية : عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلقاه العباس فقال : ألا أبشرك يا أبا الفضل ؟ قال بلى يا رسول الله قال : ” إن الله افتتح بي هذا الأمر و بذريتك يختمه “
وعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لن تزال الخلافة في ولد عمي وصنو أبي حتى يسلموها إلى الدجال ” ([1])
ذكر خبر عمل بنى العباس بغرض وصولهم الى الخلافة:
قال الحسن بن حمزة : سمعت موسى السرّاج يقول : لما أراد محمد بن علي توجيه أبي عكرمة ، واسمه زياد بن درهم ، أحد شيعته إلى خراسان دعاه فقال له : اكتن بأبي محمّد ، وقد رسم لك بكير رسما فاتبعه ، وإن كانت نفسك تطيب بالموت فيما تتوجّه فيه فامض ، وإن جزعت منه ، وهو لا محالة آتيك ، فأقم ، فإنّي لست أضمن لك الحياة ، ولكنّي أضمن لك ثواب الله الّذي هو خير لك من الدنيا وما فيها ، قال زياد : رحمك الله ، ما تجشّمت ركوب بعد المشقة بيني وبينك ، ومفارقة الولد والأهل والوطن إلّا ونفسي طيبة لك بالموت ، فأوصني بما أحببت.
قال : فإنّي أوصيك بتقوى الله ، والعمل ليوم مرجعك ، واعلم أنّه لا تخطو خطوة فيما تذهب إليه إلّا كتب الله لك بها حسنة ، وحطّ عنك بها سيئة ، ولا تظهرنّ شيئا من أمرك ، حتى تقدم جرجان وتلقى بها أبا عبيدة وتلقي إليه ما ألقي إليك ثم تأتي مرو فتلقى أهلها بتجارتك وتلابس العامّة بسنّتها وتلقى سليمان بن كثير والنفر الذين استجابوا لأبي هاشم ، ولا تظهرنّ جدّا ولا دعاء إلى سلّة سيف ،وأقلل مكاتبتي ومراسلتي ، وأنفذ كتبك إلى أبي الفضل وإلى أبي هاشم إن رجع إلى العراق ، وإن دعوت أحداً من العامّة فلتكن دعوتك إلى الرضا من آل محمد ، فإذا وثقت بالرجل في عقله وبصيرته فاشرح له أمركم ، وقل بحجّتك التي لا يعقلها إلّا أولو الألباب ، وليكن اسمي مستورا عن كل أحد إلّا عن رجل عدلك في نفسك في ثقتك به وقد وكّدت عليه وتوثقت منه وأخذت بيعته ، وتقدّم بمثل ذلك إلى من توجّه من رسلك ، فإن سئلتم عن اسمي فقولوا : نحن في تقيّة ، وقد أمرنا بكتمان اسم إمامنا ، وإذا قدمت مرو فاحلل في أهل اليمن ، وتألّف ربيعة ، وتوقّ مضر ، وخذ بنصيبك من ثقاتهم ، واستكثر من الأعاجم ، فإنّهم أهل دعوتنا ، وبهم يؤيّدها الله ، واحذر غالبا ورهيطا قد ظاهروه على رأيه من أهل الكوفة ، منهم عيّاش ابن أبي عيّاش وزياد بن نذير ، وهم نفير في بني تميم ، وأبو خالد الجوالقي ، فإنّهم قوم قد سعوا في الفتنة وقد برئنا منهم فابرءوا منهم ، وكانوا غالب وأصحابه فاطميين دانوا بإمامة محمد بن علي بن الحسين ([2]) .
ما كان من امر بداية اجتماع الخرسانيين بمحمد بن علي بن عبد الله بن عباس :
قال الخراسانيون الذين أرادوا القيام في الدعوة : لا يصلح هذا الأمر إلّا لرجل من هؤلاء القوم يجتمع لنا فيه ثلاث خصال : يكون أعظمهم شرفا ، وأفضلهم في نفسه دينا ، وأسخاهم كفّا ، فيكون قوم يتبعونه لشرفه وموضعه ، وقوم يتبعونه لبراعة فضله ودينه ، وقوم يتبعونه لجوده ، فقدموا المدينة ، فاتفق لهم عبد الله بن الحسن بن الحسن فانسلّوا إليه متنكرين فقالوا له: إنّا قوم من شيعتك وإنّا خرجنا من خراسان، وبعث معنا بأموال نشتري بها لمن خلفنا حوائج ، فقطع علينا ، فذهبت الأموال ، ولا يشبهنا في قدرنا فيمن خلفنا ألّا نفعل ما أمرنا به ، وإن كان ذلك من أموالنا ، ووراءنا نعم عظام ، ونحن نحتاج إلى مال ، وقد أردنا ألّا تكون الصنيعة عندنا إلّا لرجل يجتمع لنا فيه خصلتان : الشرف في النسب والفضل في الدين ، فدللنا عليك ، وكنت غايتنا ، وقد احتجنا إلى قرض ، وسمّوا له المال ، فقال لهم عبد الله بن الحسن : أدلكم على نظيري في الشرف والمذهب وفي الدين، وهو أجمل لما تريدون منّي ، محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، فجاءوه فقالوا له مثل ما قالوا لعبد الله ، فحمل إليهم المال وهو لا يعرفهم ، فقالوا : هذا رجل قد ظهر لكم فيه الخصال التي أردتم ، وهو المجتمع عليه بالفضل والبراعة في النسب وقد أخبركم عبد الله أنّه نظيره، وقدّمه على نفسه بالجود، وكان سبب قيامهم .([3])
([1]). ذكره الديلمي فى الفردوس
([2]) كتاب اخبار الدولة العباسية
([3]) كتاب اخبار الدولة العباسية ، وانظر أنساب الأشراف ج 3 ص 326- 327، وق 1 ص 565. وانظر العيون والحدائق ج 3 ص 179- 180 وروايته توازي هذا النص.