س: ما حكم غسل اليدين للقائم من النوم؟

س: ما حكم غسل اليدين للقائم من النوم؟.

ج: اختلف الفقهاء في حكم غسل اليدين للقائم من نوم الليل على قولين:

فذهب الحنفية، والمالكية، والشافعية، والإمام أحمد في رواية إلى أن غسل اليدين للقائم من نوم الليل قبل أن يدخلهما في الإناء مستحب.

واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ. وهذه الآية أمرت بغسل اليدين فكان واجبا في الوضوء مستحبا في غيره.

وما رواه عثمان بن عفان الله قال : قال رسول الله ﷺ: (من أتم الوضوء كما أمره الله تعالى، فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن). وفي هذا الحديث جعل النبي تمام الوضوء ما أمر الله به في الآية، فلو كان غسل اليد في ابتداء الوضوء فرضا لقدم ذكره ولكنه لم يفعل، فدل على أنه مستحب.

وذهب الحنابلة في المذهب إلى أن غسل اليدين للقائم من نوم الليل قبل أن يدخلهما في الإناء واجب.

واستدلوا على ذلك بما رواه أبو هريرة الله أن رسول الله ﷺ قال : إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه، ثم لينثر، ومن استجمر فليوتر، وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده).

والراجح هو القول الأول القائل باستحباب غسل اليدين للقائم من نوم الليل قبل أن يدخلهما في الإناء، لأن الأمر في الحديث مصروف عن الإيجاب إلى الاستحباب والقرينة هنا تعليل الأمر بالشك، والوجوب يتعلق بالعلم لا الشك.