س: ما حكم استقبال القبلة واستدبارها في البول والغائط؟
adminaswan
10 سبتمبر، 2024
سلسلة الفتاوى العصرية
78 زيارة
س: ما حكم استقبال القبلة واستدبارها في البول والغائط؟اختلف الفقهاء في حكم استقبال القبلة واستدبارها في غائط أو بول على أقوال عديدة حتى في المذهب الواحد أحيانا، وأشهرها خمسة أقوالهي: فذهب الحنفية، والإمام أحمد في رواية أنه يحرم استقبال القبلة واستدبارها في غائط أو بول مطلقا في البنيان والصحراء.
واستدلوا على ذلك بما رواه أبو أيوب له أن النبي ﷺ قال: (إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة، ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا، قال أبو أيوب: فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة فننحرف، ونستغفر الله تعالى).
وذهب المالكية، والشافعية والحنابلة في المذهب أنه يحرم استقبال القبلة واستدبارها في غائط أو بول في الصحراء، ويجوز في البنيان.
واستدلوا بالحديث السابق وحملوه على الصحراء دون البنيان.
وذهب الإمام أحمد في رواية إلى أنه يجوز استقبال القبلة
واستدبارها في غائط أو بول مطلقا.
وذهب الحنفية في قول، والحنابلة في وجه إلى أنه يحرم استقبال القبلة في غائط أو بول في الصحراء والبنيان، ويجوز الاستدبار فيهما .
وذهب الإمام أحمد في رواية أنه يجوز استدبار القبلة في غائط أو بول في البنيان فقط، وما عدا ذلك فإنه يحرم.
واستدل على ذلك بما رواه جابر بن عبد الله الأنصاري رضي
الله عنهما قال: (كان رسول الله ﷺ قد نهانا عن أن نستدبر القبلة، أو نستقبلها بفروجنا إذا أهرقنا الماء ، قال : ثم رأيته قبل موته بعام يبول مستقبل القبلة).
والراجح هو القول الثاني الذي يرى تحريم استقبال القبلة واستدبارها في غائط أو بول في الصحراء، وجواز ذلك في البنيان، وذلك لقوة أدلتهم، ولأن في الأخذ بهذا القول إعمال الأدلة الصحيحة الواردة في هذا الباب كلها، وجمع بينها، ولا شك أن القاعدة إعمال الدليلين أولى من إهمال أحدهما.
أ . د / محمود صديق رشوان
من علماء الأزهر الشريف