يا حبيب القلوب أين أحبابك، يا أنيس المنفردين أين طلابك، من ذا الذي عاملك فلم يربح، من ذا الذي التجأ إليك فلم يفرح، ومن وصل إلى بساط قربك واشتهى أن يبرح، واعجبا لقلوب مالت لغيرك ما الذي أرادت ولنفوس طلبت الراحة هلا طلبت منك واستفادت، ولعزائم سعت إلى مرضاتك ما الذي ردها فعادت، هل نقصت أموال استقرضتها، لا وحقك، بل زادت، سبق اختيارك فبطلت الحيل وجرت أقدارك فلا يغيرها العمل، وتقدمت محبتك لأقوام قبل خلقتهم في الأزل وغضبت على قوم فلم ينتفع عاملهم بما فعل، فلا قوة على طاعتك إلا بإعانتك، ولا حول عن معصيتك إلا بمشيئتك، ولا ملجأ منك إلا إليك، ولا خير يرجى إلا في يديك، يا من بيده صلاح القلوب أصلح قلوبنا، يا من تتصاغر في عفوه الذنوب إغفر ذنوبنا ۞ اللهم إنا قد أتيناك طالبين فلا تردنا خائبين، لم نزل إلى باب جودك مائلين، فأصلح كل قلب قسا فلا يلين، واسلك بنا مناهج المتقين، وألبسنا خلع الإيمان واليقين بدروع الصدق فإنهن يقين، ولا تجعلنا ممن يعاهد على التوبة ويمين، واجعلنا بفضلك من أهل اليمين برحمة منك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين ۞ إلهي لولا أنك بالفضل تجود ما كان عبدك إلى الذنوب يعود، ولولا محبتك للغفران لما أمهلت من يبارزك بالعصيان، وأسبلت سترك على من سبل ذيل النسيان، وقابلت إساءتنا منك بالإحسان،