في هذا الوقت العصيب الذي لا يعرف له التاريخ مثيلاََ فيما قضي به على (الإسلام والمسلمين) من محن ..
والذي يتعين أن يعرف كل فرد فيه (موضعه من الصف) ،
وأن يستوعب واجبه في المعركة
(قولياََ كان أو عملياََ) ..
نذكر إخواننا في ﷲ من رجال «التصوف الراشد النظيف» بشيء مما كان عليه أسلافهم، وما قدمه هؤلاء من جهد إيجابي عندما دعا داعي الفداء والتضحية ..
فنذكر مثلاََ: موقف مولانا الإمام (محيي الدين بن عربي)
من الخليفة العباسي، حين هدده بالعزل إذا هو لم ينهض بكنه الهمة لملاقاة زحف الغزاة، وكيف حمل محيي الدين رأسه على كفه بهذا، وبما قام به
من (التوعية والتعبئة والتذكير بأيام الله) ..
ونذكر مثلا: موقف مولانا الإمام (عز الدين بن عبد السلام) وهو يقطع الأرض ذهاباََ وإياباََ بين مصر والشام، يستنفر الملوك، ويؤذن بالفداء في الشعوب ويتعرض لأخطر مما يتعرض له الأبطال في الميدان ..
ونذكر مثلاََ: مولانا الإمام (أبا الحسن الشاذلي) بعد أن كف بصره، وتقدمت سنه بمصر وكانت (جيوش الصليبيين)
قد نزلت بدمياط، وشارفت أرض المنصورة
(فدعا من حوله كبار علماء عصره)
من أمثال: «المجد الأخميمي،والمجد القشيري، وزكي الدين المنذري، والعز بن عبد السلام» وغيرهم من الأعلام ..
ثم ذهبوا جميعا في موكبهم الرباني، تدق طبل الحرب بين أيديهم، وهم يطوفون الشوارع والأزقة والحواري والبلدان والكفور يعلنون بالنفير العام
حتى إذا وصلوا إلى (المنصورة) اتخذوا من (مسجدها)
ميدانًا للتوعية، والتعبئة، وحجرة للعمليات، فإن كان للقول مجال قالوا وإن كان للعمل مجال عملوا
فإذا (حمي الوطيس) أحيوا سنة الضراعة إلى ﷲ بعد أن أعد المسلمون ما استطاعوا من قوة وعتاد ظاهري وإيمان وثقة وطهر وابتهالات باطنية ..
وهكذا مضت الحال..
حتى صدق ﷲ وعده، ونصر عبده، وانتصرت جيوش المسلمين بقيادة الظاهر بيبرس وحنكته وتعبئة العلماء وضراعتهم
(وإيمان الجند وثقتهم بالله).
______________
الإمام الرائد الشيخ محمد زكي إبراهيم رضي ﷲ عنه
مدرسة الإمام الرائد