أولياء الأمور منحوا المخطوبَين في فترة الخطوبة صلاحيات خارجة عن العرف والشرع .
صلاحيات تمكنهم من التواصل الدائم في حضورهما وغيابهم . ظانين أنهم بذلك يعينوهما على فهم بعضهما البعض .
ولأن هذا لا يرضي الله في أشكال كثيرة منه . نتجت عنه مشكلات لا حد لها . لأن الطرفين خرجا من حد المهمة المرسومة لهما إلى حالة من التشبع كأنهما زوجان .
الزيجات المترتبة على هذا النوع من التعارف الأوَّلي الموغل في التقارب اللامحدود تكون أكثر عرضة لصدامات كبيرة .
هذا لأنها أسست على غير ما يرضي الله .
وغاب أولياء الأمور بالتوجيه والإرشاد عن جوانب ومواقف كثيرة منها .
لو نظرنا للمشهد من بعيد بعد تبعاته لفهمنا أن فترة الخطوبة فترة تعارف في أولها ثم فترة تقارب فكري في خطوتها الثانية . ثم تقارب روحي في نهايتها تأهيلا للزواج .
كل الإشكال أننا انخرطنا منذ البداية باحثين عن العاطفة لا عن أي شيء آخر . فأردنا تسلق الهرم من قمته لا من قاعدته . فحصل هذا السقوط .
دكتور / أحمد شتيه
الأستاذ بكلية الآداب – جامعة دمنهور