ضريحه : بمسجده بمجمع المساجد بكورنيش الاسكندرية.
نسبه: هو سيدى أبوعبدالله شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصُّنهاجي الشاذلي البُوصيري.
ولد فى سنة 806 هـ بـ”دَلس” بالجزائر.
قدما أبواه من المغرب فاستوطنا الاسكندرية، حفظَ القرآن وبعض المتون، وقدمَ الأزهر، وحاضر على مشايخ عصره فأجازوه، فتصدر للتدريس وصارت له هيبةٌ عظيمة، وبرع في نظم الشعر.
وكان في بدايته مقرباً من السلاطين، وله عندهم الحظوة التامّة ، وكان يمدحهم بالشعر الرقيق، ويهجو أعداءهم، ثم انقطع على التصوف، ومال إليه، فسلك على يد المربي سيدي أبي العباس المرسي، وأخذ عنه علمَ الحقائق والأسرار.
بلغ رضى الله عنه مقامَ الولاية الكبرى، وكان يرى النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً في اليقظة والمنام.
وكان إذا مشى في الأزقة تندلقُ الناسُ عليه، يقبّلون يديه حتى الصغار، وكانت تشم رائحة جسده روائح طيبة.
وكان رضى الله عنه يرتدي الملابس الحسناء، منوّر الشيبة، بسّام الثغر، طلق الوجه، جميل اللقاء، متواضعاً زاهداً، ذا عفَّة ووقار.
أخذ عنه جماعةٌ من أفاضل العصر.
وعن سبب تأليفه قصيدة “البردة”: يروى أن البوصيري كان مصاب بالفالج (أى الشلل) فنظم قصيدة تشفعاً واستشفاءً، فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه يلف عليه بردته “أي عباءته” فقام من منامه معافى.
بعد مرور بعض من الوقت لقي الإمام البوصيري رجلاً فقيراً فقال الرجل: أين القصيدة التي مدحت بها النبي؟ فرد عليه البوصيري: أي قصيدة تريد! فقال له الرجل: التي مطلعها “أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ***مزجتَ دمعاً جرى من مقلةٍ بدمِ”. فتعجب البوصيري! وقال له: كيف عرفت بها! وأنا لم أنشدها للناس بعد؟ فقال له الرجل الفقير: رأيت النبي في منامي وأخبرني بها.
توفى رضي الله عنه وأرضاه بالإسكندرية سنة 694 هـ.