يقول سيدي الشيخ صالح الجعفري رضى الله عنه :
رأيت في منامي و أنا في الأزهر الشريف رجلاً يأتي إلى الأزهر و لاحت لي إشارة من سيدي السيد عبد القادر الجيلاني رضي الله تعالى عنه أن أستقبله ، و بعد الرؤيه حضر بالفعل رجل من الجزائر يبلغ الستين من عمره و عليه عباءة مغربيه
و كنت قد أحضرت ثوباً أبيضاً من السودان يسمى “شقه” فذهبت به إلى الخياط و سألته أن يجعله عباءة مغربية فماطلني مدة شهرين فلما ذهبت إلى الخياط أخذتها و أعطيتها للشيخ الجزائرى . و قلت له : ما إسمك؟!
قال : أحمد القادري الجيلاني
فمكث في الازهر أشهراً و هو يصوم النهار و يقوم الليل و يجلس وحده منعزلاً عن الناس.
فدخلت عليه ذات يوم و نويت بقلبي أن التمس منه شيئاً من الأسرار فوجدته جالساً مستقبل القبله يذكر الإسم المفرد “اللـــه” و دموعه تتفاطر من عينيه فجلست عن يمينه ، فالتفت إليّ و نظر بغضب و قال لي :
لكونك أكرمتني و خدمتني تريد أن أعطيك سراً من اسرار الله؟!!
ما في لك عندي شئ ، ما في إِذن ، ثم هدأ غضبه و قال لي :
يا بنيّ لكونك أكرمتني سأدلّك على شيء هو أعظم من السر الذي تريده :
“إعلم أن لكل شيخ طريق مأذون به من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فالمدد في أوراده لمريديه ، فعليك بأوراد الشيخ الذي أنت تنتمى إليه ففيها المدد لك لا في غيرها ، فلا مدد في ورد بغير إذن و لا إذن لمريد في غير أوراد شيخه ، فلا تطلب شيخاً غيره و لا ورداً غير ورده”