هذا كتاب من محمد رسول رب العالمين إلى من طرق الباب من العُمَّار
والزوّار إلا طارق يطرق منك بخير – يا رحمن –
أما بعد فإن لنا ولكم في الحق سعة ،
فإن تكُ عاشقاً مولعاً أو فاجراً مقتحماً أو زاعماً حقّاً مبطلاً ، هذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق ،ِ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ،إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ،اتركوا
(( فلانة بنت فلانة او فلان بن فلانة او هذه الدار..حسب الحاجة ))
وانطلقواإلى عبدة الأصنام وإلى من يزعم أن مع الله إله آخر ،
لا إله إلا هو كلّ شيء هالك إلا وجهه ، له الحكم وإليه ترجعون ، حم لا تنصرون ، حم عسق تغلبون ،تفرّق أعداء الله وبلغت حجة الله ولا حول ولا قوّة إلا بالله فسيكفيكَهُم الله وهو السميع العليم
هذه قصته : أن الصحابي الجليل أبا دجانة قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، بينما أنا مضطجع في فراشي إذ سمعت في داري صريرًا كصرير الرحى، ودويًّا كدوي النحل، ولمعًا كلمع البرق، فرفعت رأسي فزعًا مرعوبًا، فإذا أنا بظل أسود تدلى يعلو ويطول في صحن داري، فأهويت إليه، فمسست جلده، فإذا جلده كجلد القنفذ، فرمى في وجهي مثل شرر النار، فظننت أنه قد أحرقني وأحرق داري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عامر دار سوء يا أبا دجانة ، ورب الكعبة، ومثلك يؤذى يا أبا دجانة )، ثم قال: (ائتوني بدواة وقرطاس)، فأتي بهما فناوله علي بن أبي طالب ، وقال: (اكتب يا أبا الحسن)، فقال: وما أكتب؟ قال: (اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول رب العالمين إلى من طرق
الباب من العمار والزوار، أما بعد: فإن لنا ولكم في الحق منعة، فإن تك عاشقًا مولعًا أو فاجرًا مقتحمًا أو زاعمًا حقًّا مبطلاً هذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق، إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون، ورسلنا يكتبون ما تكتمون، اتركوا صاحب كتابي هذا، وانطلقوا إلى عبدة الأصنام، وإلى من يزعم أن مع الله إلهًا آخر، لا إله إلا هو، كل شيء هالك إلا وجهه، له الحكم وإليه ترجعون، تغلبون، حم لا تنصرون، حم عسق، تفرق أعداء الله، وبلغت حجة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم).
قال أبو دجانة: فأدرجته وحملته إلى داري، وجعلته تحت رأسي، وبت ليلتي فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول: يا أبا دجانة : أحرقتنا الكلمات، فبحق صاحبك لما رفعت عنا هذا الكتاب فلا عود في دارك، وقال غيره: ولا في آذاك ولا في جوارك، ولا في موضع يكون هذا الكتاب، قال أبو دجانة : فقلت: لا وحق صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا رفعته حتى استأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو دجانة : فلقد طالت علي ليلتي بما سمعت من أنين الجن وصراخهم وبكائهم، حتى أصبحت فصليت الصبح مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بما سمعته من الجن وما قلت لهم، فقال لي: (يا أبا دجانة: ارفع عن القوم فوالذي بعثني بالحق نبيًّا إنهم ليجدون ألم العذاب إلى يوم القيامة) رواه البيهقي في ( دلائل النبوة ) في 7 / 120، وكذلك أخرجه السيوطي