قـال الإمام الشبلي : رأيتُ أحَد المَجَاذِيبْ يَجلسُ على قَارِعَةِ الطَريِق وَبَعَضُ الأولاد يَرجُمُونهُ بالحِجَارَة فَنَهَرتُّهُم وَقُلتُ لِما تَفعَلُونَ ذَلك ؟!
فقالوا إنـهُ مَجنُون يَزعمُ أنَهُ يَرىَ رَبَهُ فدَنوَّتُ مِنهُ فإذا هُـوَ يَشّخُصُ بِبَصَرهُ إلى السَمآء ويقول : يَـا مَولاَي أجَمِيلٌ مِنك أن تُسلّط عليَّ هؤلاء الأولاد
فَقُلتُ لهُ بِلُطُف : يا أخي أتزعم أنكَ تَرىَ رَبَك ؟
فَنَظرَ إليَّ ودُمُوعَهُ تَنهَّمِرُ مِن عينيهِ
وقال : وَحَقُّ مَن تَيَمنِي بِحُبهِ وهَيَّمَنِي بِمَيَادِين أُنسِهِ وَقُربهِ لَو احْتَّجَبَ عَني طَرفَةَ عَيّن لَتَقَطَّعتُ شَوَّقَاً مِن أََلمِ الفِرَاقِ والبَيَّنِ
ثُمَّ وَلىَّ وهو يُتَمتَّمْ ويقول :
جَمَالُكَ فِي عَيّنِي … وَذِكرِكَ فِي فَمِيِ
وَحُبكَ فِــي قَلبِي …. فأيــنَ تَغِيبُ
كتاب رِيَاض السَالِكِيِن