وقيمة الإنسان همّته، فأينما تعلّقت همّته كان ذلك مبلغه. قل: (الله) واركض!.
قال سيدي محمد النبهان رضي الله عنه:
ليس الوصول إلى الله بكثرة الصوم والصلاة ولا بكثرة العلم والعبادة، لا والله، بل بتحقيق العلم بتحقيق العبادة، فبدلاً من أصلّي مائتي ركعة أصلّي ركعتين ما عدا المفروضات بخشوع وخضوع لله سبحانه، وأشهد هو الّذي يتولاني وهو الّذي وفّقني لهذه الصلاة ولهذا الخشوع فهذا هو تحقيق العبادة.
الدين لا بكثرة صوم ولا صلاة وذكر، ولكن بالوجهة الصادقة إلى الله، الّذي يقوّي الرابطة هو الصدق، أي صدق الطلب.
من الناس من يقطع بساعة ما لم يقطعْه أهل الذكر والعبادة والزهد في خمسين عاماً، وذلك من سلّم نفسه وما يملك فباعها بكاملها بلحظة..
فالموصوع يحتاج إلى صدق، بأن لا تجد في القلب غير المحبوب من وسخٍ وأموال وزوجة وعيال ومراتب أو جنّة، أو ثواب ودرجات.
وقال رضي الله عنه:
صاحب الهمّة لا يرضى بالكرامات والمكاشفات، لا يرضى إلّا به عزّ وجلّ ولا يبتغي به بديلاً، صاحب الهمّة لا يُجالس إلّا من هو أعلى منه ليستفيد منه ويرقى، وهذا يرث المراتب العالية، أما صاحب النفس فيجالس من هو أدنى منه ليعمل عليه المشيخة أي ليجعل من نفسه شيخاً عليه وهذا دائماً في التدني تلعب به نفسه.