هو محمد بهاء الدين النقشبندي الحسيني الأويسي البخارى”..
(مولده).. ولد فى ١٤ محرم سنة ٧١٧ هـ/ ١٣١٧ م في قصر هندوان (قصر العارفان)، (أوزباكستان) بالقرب من (بخارى)..
(ألقابه).. “شاه نقشبند”.. و”البخارى” نسبة إلى بلدة (بخارى).. و”الأويسي” لأن خُلُقِه في التصوف هو خُلُق “الأويس القُرني”.. أو لأنه كان أويسي المشرب..
معنى (كلمة النقشبند): هي “نقشبند” وليست “نقشبندي”، كلمة فارسية معناها “الناقش” الذى يحفر على الحجر يقال: “النقاش”، والأرجح: أنه (نقاش القلوب)، رسخ نقش “الله” في قلبه وقلوب مريديه، عمل للمذكور ليكون في قلبه..
يقول الشاعر:
يا رفيقاً في طريق النقشبند انقش ذكر الحق في قلبك بِجِد
- بَشَّر “الشيخ محمَّد بابا السماسي” مريديه بظهوره قبل ولادته..
- وهو في الثامنة عشرة من عمره تلقى العلوم الشرعية، ثم صحب “الشيخ محمد بابا السماسي”، فأخذ عنه السكينة والخشوع والتضرع..
- بعد وفاة “الشيخ السماسي” صحب “الشيخ الأمير كلال” .
- كان زاهداً متقشفاً حريصاً على الكسب الحلال، وكان يأكل خبز الشعير الذي يَزرعه بنفسه. وكان يلبس جُبّة من الصوف.. محباً للفقراء؛ يصنع لهم الطعام بيده ويخدمهم ويواسيهم..
- كان الشيخ (أويسياً) أي أويسي المشرب.. فقد تلقى التربية الروحية، من روحانية “الشيخ الخواجة عبد الخالق الغجدواني”، وكان “الشيخ الأمير كلال” قد اعترف بأنه قد أوصله إلى مقام معين قدر طاقته، وقد رفعته روحانية “الشيخ الغجدواني” المتوفى قبل ميلاد “بهاء الدين” بسنين طويلة إلى هذا المقام الكبير..
- والشيخ الغجدواني توفي قبل بهاء الدين بسنين طويلة، فهذا هو السبب في كونه أويسيَّ المشرب، لذلك يقال له: محمد الأويسي.
- في يوم من الأيام جمع “السيد أمير كلال” مريديه وقال “لبهاء الدين” أمامهم: (إني نَفَّذت وصية مرشدي “الخواجة السماسي” بتربيتك، ولم آل جهداً في تربيتك، ثم مدَّ يده إلى صدره وقال: إني أرضعتك جميع ما في صدري فيبس ثديي، فتمكَّنت من إخراج قلبك من قشرة البشرية، وتخليصك من النفس والشيطان، وأصبحتَ رجلاً عظيماً، وأنبتُك محلَّ نفسي، ولكنَّ هِمَّتك تتطلَّب العالي، وهذا منتهى مقدرتي على تربيتك، وأجيزك لتبحث عن رجلٍ أصلح مني لعله يعرج بك إلى مقام أعلى.”.
- يقول الشيخ إنه تلقى من روحانية الشيخ عبد الخالق الغجدواني، بعد أن أوصله الأمير كلال على قدر طاقته.
- ومن كان له مرشد كبير مثل “أمير كلال” وقال (إني أعطيتك كل ما أملك وأخرجتك من القالب البشري، “إشارة إلى مقام البقاء بعد الفناء”)، أى يستطيع بعد ذلك شق طريقه والله سبحانه قادر على ان يأمر روحانية رجل صالح لتربية الآخرين.
- بعد إتمام التربية على يد “الشيخ الأمير كلال”، أخذ يزور الصالحين ويستفيد من أحوالهم.
- حجَّ ثلاث مرات..
- ثم أقام (بمرو وبخارى)، ثم عاد إلى بلدته (قصر عارفان) ليستقر فيها، فقدم إليه المريدون من كلِّ مكان.
- كانت همته غير عادية فكان يقطع مسافة شهر بيوم واحد ومسافة عام بأيام.
- يقال أن سلسلة “الشيخ بهاء الدين النقشبند” تصل إلى سيدنا النبي بعد عشرة من المشايخ ويقع (أمير كولال، والسماسي، وعلى رامتيني، ومحمود إنجير فغنوي، وعارف ريوكري).. بين بهاء الدين” الغجدواني” فما دامت روحانية “الغجدواني” هي التي ربت بهاء الدين النقشبند فيعتبر مرشداً له.
- أسس طريقة صوفية أخذت اسمها من اسمه فأصبحت تُعرف بعده “بالطريقة النقشبندية”.. أسسها على أصول الإسلام الحنيف، وكان شديد الحرص على التمسك بالسنّة النبوية المطهرة..
- عندما سُئل: بماذا يصل العبد في طريقكم؟ قال: بمتابعة سنة رسول الله؛ إن طريقنا من النوادر وهي العروة الوثقى، وما هي إلا التمسك بأذيال متابعة السنّة السَنية واقتفاء آثار الصحابة الكرام..
- ربى الشيخ عشرات الألوف من المريدين، وقد وصل بعضهم درجة الإجازة المطلقة، وقد اجتازوا درجات البقاء بعد الفناء. وبفيض بركاته تمكن خلفاؤه ونوابه إبلاغ مريديهم إلى غاياتهم.
- وكان مريدو الأمير كلال إذا اجتمعوا يذكرون بالذكر الجهري، وإذا انفردوا يذكرون بالذكر الخفي، لكن شاه نقشبند اقتصر على الذكر الخفي لأنه أقوى وأولى.
- من أجل دوام المذكور في القلب ونقشه في الباطن.
- فأصبح الذكر الخفي من أهم ما يميز (الطريقة النقشبندية) عن سواها من الطرق الصوفية.
(مؤلفاته)..(“الأوراد البهائية”، شرحها أتباعه واسموها “منبع الأسرار”، وقام مريده “حمزة بن شمشاد” بترتيبها حسب الحروف وبشرح ما اتصعب منها، كتاب تنبيه الغافلين، وكتاب سلك الأنوار، وكتاب هدية السالكين وتحفة الطالبين، الأوراد البهية، والورد الصغير، والأوراد البهائية ، رسالة الوارادت ، كتاب “دليل العاشقين” ورسالة الحياة وهي نصائح).
- له صلوات على رسول الله منها هذه الصيغة التي درج النقشبندية على قراءتها: «اللهم أنت الملك الحي القيوم، الحق المبين. اللهم إنا نسألك أن تصلي على سيدنا محمد نبراس الأنبياء، ونيّر الأولياء، وزبرقان الأصفياء، وضياء الخافقين”.
(تلاميذه).. ذكر عشرات من أسماء مريديه وأخبار عشرات من خلفائه في (كتاب الحدائق الوردية) ، وجاء فيها : وله خلفاء كنجوم السماء.
و من كبار المشايخ الذين أوصلهم النقشبند، الخواجه يعقوب الجرخي المتوفى في سنة852 وهو واحد من فرسان طريق الهداية والإرشاد وأوصل مئات من السالكين إلى غاياتهم.
و ان اقوال بهاء الدين النقشبند في الإشارات وأسرار الطريقة وفي الإرشاد تكفي لتوضيح هذه الميادين الصوفية ومن أراد الأطلاع على الطريقة النقشبندية وكبار مشا يخها فعليه مطالعة هذه الكتب:
(وفاته)..
لما مرض الشيخ مرضه الأخير، دخل خلوته وأخذ مريدوه يتوافدون إليه ويلازمونه؛ فكان يوصي كلا منهم بما يناسبه. وقال الشيخ علاء الدين العطار : كنا نقرأ عند احتضار حضرة الشيخ «سورة يس» فلما بلغنا نصفها شرعت الأنوار تسطع، فاشتغلنا بالذكر، وتوفي ليلة الاثنين ثالث شهر ربيع الأول سنة 791 هـ / 1388 م، وكان عمره ٧٤ سنة. ودفن كما أوصى في بستانه في (بخارى) (بأوزبكستان).
وضريحه في ركن من بستان مليئ باشجار كثيرة من التوت والمشمش وبنى بجانبه جامع وخانقاه.. وقف الملوك والعظماء كثيراً من الأملاك عليهما..
يتوافد على ضريحه خلق كثير، ومن عادة أهل بخارى أنهم يزورونه يوم الأربعاء ومنهم من يظل يصلى الليل كله في جامعه.
رضى الله عنه وعن مشايخنا وأولياء الله الصالحين في كل مكان وزمان من كل مذهب ومشرب وطريق..