قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملا ذكرته في ملا خير منه” والذكر في الملاً لا يكون إلا عن جهر.
عن جابر قال: “خرج علينا النبـي صلى الله عليه وسلم فقال: “يا أيها الناس إن لله سراياً من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنة”، قالوا: وأين رياض الجنة؟ قال: “مجالس الذكر فاغدوا وروحوا في ذكر الله”.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون” ([1])
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون إنكم مراؤون”
ووجه الدلالة من هذا والذي قبله أن ذلك إنما يقال عند الجهر دون الإسرار“
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا” قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: “حلق الذكر”.
عن أبـي عبيد قال: إن المؤمن إذا مات نادت بقاع الأرض عبد الله المؤمن مات فتبكي عليه الأرض والسماء فيقول الرحمن: ما يبكيكما على عبدي؟ فيقول ربنا لم يمش في ناحية منا قط إلا وهو يذكرك. وجه الدلالة من ذلك أن سماع الجبال والأرض للذكر لا يكون إلا عن الجهر به ” ([2]).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “قال الله تعالى: عبدي إذا ذكرتني خالياً ذكرتك خالياً، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وأكثر”.
قال ابن الأدرع: “انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فمر برجل في المسجد يرفع صوته قلت: يا رسول الله عسى أن يكون هذا مرائياً؟ قال: “لا ولكنه أواه”
روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل يقال له ذو البجادين، إنه أواه وذلك أنه كان يذكر الله” ([3])
عن جابر بن عبد الله أن رجلاً كان يرفع صوته بالذكر فقال رجل: لو أن هذا خفض من صوته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “دعه فإنه أواه”. ([4]) .
عن شداد بن أوس قال: “إنا لعند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: ارفعوا أيديكم فقولوا لا إله إلا الله ففعلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة إنك لا تخلف الميعاد ثم قال: أبشروا فإن الله قد غفر لكم”. ([5]).
عن أبـي رزين العقيلي “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ألا أدلك على ملاك الأمر الذي تصيب به خيري الدنيا والآخرة؟ قال: بلى، قال: عليك بمجالس الذكر وإذا خلوت فحرك لسانك بذكر الله”. ([6])
عن ابن عباس قال: إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، قال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته([7]).
عن السائب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “جاءني جبريل فقال: مر أصحابك يرفعوا أصواتهم بالتكبير”. ([8]) .
عن مجاهد أن عبد الله بن عمر، وأبا هريرة كانا يأتيان السوق أيام العشر فيكبران لا يأتيان السوق إلا لذلك، وأخرج أيضاً عن عبيد بن عمير قال: كان عمر يكبر في قبته فيكبر أهل المسجد فيكبر أهل السوق حتى ترتج منى تكبيراً. ([9])
وأخرج أيضاً عن ميمون بن مهران قال: أدركت الناس وأنهم ليكبرون في العشر حتى كنت أشبهها بالأمواج من كثرتها.”
يقول الإِمام النَّوَوي: ” اعلم أنه كما يُستحبُّ الذكر يُستحبُّ الجلوس في حِلَق أهله، وقد تظاهرت الأدلة على ذلك، ويكفي في ذلك حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّهصلى الله عليه وسلم : “إذا مَرَرْتُمْ بِرِياضِ الجَنَّةِ فارْتَعُوا. قالُوا: وَمَا رِياضُ الجَنَّةِ يا رَسُولَ اللّه؟! قالَ: حِلَقُ الذّكْرِ، فإنَّ للّه تعالى سَيَّارَاتٍ مِنَ المَلائِكَةِ يَطْلُبُونَ حِلَقَ الذّكْرِ، فإذَا أَتَوْا عَليْهِمْ حَفُّوا بِهِمْ”. ([10]) .
وفي الحديث عن يعلى بن شداد قال: حدثني أبي شداد وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه. قال: كنا ثم النبي صلى الله عليه وسلم فقال غريب يعني أهل الكتاب. قلنا: لا يا رسول الله فأمر بغلق الباب، وقال: “ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله إلا الله، فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع –صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة إنك لا تخلف الميعاد: ثم قال: ألا أبشروا فإن الله قد غفر لكم” ([11])
([1]) رواه أحمد وابن حبان والحاكم وابن السنى وغيرهم
([3]) أخرجه البيهقي عن عقبة بن عامر
([6]) أخرجه الأصبهاني في الترغيب
([8]) أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي وصححه، والنسائي، وابن ماجه
([9]) أخرج المروزي في كتاب العيدين
([10]) الإمام النووى في كتابه الأذْكَار .