كان سيدى شمس الدين اللبان فقيهاً من أهل الشام ودخل مصر وكان من فقهاء الأزهر فيها ومدرساً على مذهب مولانا الإمام الشافعى وضريحه بالإسكندرية اسفل مسجد سيدنا المرسى ابو العباس رضى الله عنه .
بينما قد عزم سيدى شمس الدين على السفر من دمشق لمصر فنزل ببلدة الرملة بفلسطين وبات فى جامعها فسمع المؤذن يقول بعد الاذان السلام عليك ياسيدى يارسول الله والسلام عليك ياسيدى أحمد يابدوى .
فشق ذلك على سيدى شمس الدين وهاله ما سمع ثم أقسم ليعزر المؤذن فأمسكه وشتمه وأهانه واصطحبه لقاضى قضاه الرملة وقال للقاضى من هذا الذى يجمع بين رسول الله ويشرك معه أحداً فى السلام عليه ومن يكون أحمد البدوى هذا على سبيل الإنكار وعدم الاعتراف بكون سيدى احمد من أهل الله تعالى ونوى تعزير المؤذن امام الناس فى اليوم التالى
فنام فرأى رجلان فرج عنهما سقف الجامع وقد نزلا من السماء واحداً يقف عند رجله والأخر عند رأسه ويقول أحدها للأخر نسلبه الإيمان فيقول الأخر بل نسلبه القرآن والعلم فلا يحفظ ولايعرف منهما شيئ .
فإستيقظ سيدى شمس الدين وهو حتى لايحفظ الفاتحة فشق عليه لذلك وفقد صوابه وأخذ يبكى تارة ويهرول تارة ولايدرى كيف يفعل بعد أن أيقن أنه وقع فى ولى لله بالفعل وأن الأمر ليس بالهين وأنه على حافة سلب الإيمان .
فقرر الذهاب للزاوية الأحمدية فى الرملة فلما وقف على بابها قال له أحد , الموجودين فى الزاوية دون أن يكلمه سيدى شمس الدين , والله يامحمد أمرك هذا صعب وليس بيدى حل أو ربط .
فبكى سيدى شمس الدين اللبان واخذ يقول انا تائب إلى الله ولا اعود , فقال له ذلك المريد إسمع يابن اللبان , إن فى مصر ولياً لله عظيماً فى الاسكندرية اسمه سيدى ياقوت العرش اذهب إليه وسوف يكون الفرج على يده .
فسافر سيدى شمس الدين اللبان وقابل سيدى ياقوت العرش فما قال له سيدى ياقوت سوى جملة واحدة , أدخل الخلوة يابن اللبان
فدخل سيدى بن اللبان الخلوة فرأى حضرة النبى صلى الله عليه وسلم وهو فى اليوم الثالث من خلوته جالساً على كرسى من نور وحوله جماعة من الأنبياء والرسل وسيدى أحمد البدوى بين يديى جده صلى الله عليه وسلم ورسول الله يقول له : يا أحمد طيب خاطرك على محمد بن اللبان لأجلى , فإنتبه سيدى اللبان فرحاً وقام فأخبر سيدى ياقوت العرش بما رأه , فأمره سيدى ياقوت العرش بالسفر لطنطا وسافراً سوياً إلى سيدى أحمد البدوى رضى الله يستشفعه سيدى ياقوت العرش فى سيدى بن اللبان
وظل على هذا ثلاثة ايام وسيدى بن اللبان يبكى .
ثم رأى سيدى بن اللبان سيدى أحمد البدوى يضع يده الشريفة على صدره فعاد له علمه وزيادة بكثير , ثم قال له اقرأ التحيات يا ابن اللبان , فقرأ سيدى بن اللبان التحيات إلى أن وصل لقوله السلام عليك ايها النبى السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين , فقال له سيدى أحمد البدوى رحمه الله , فكيف تنكر يابن اللبان من سلم علينا بعد النبى صلى الله عليه وسلم فى المأذنة مع أن الناس مأمورون بذلك فى الصلاة؟
وفرج الله ماكان بفضل تشفع سيدى ياقوت العرش بل وزوج سيدى ياقوت ابنته لسيدى اللبان , وقص سيدى اللبان ما حصل لسلطان مصر فى محضر من العلماء فما كان من سلطان مصر إلا أن قرر ان يسافر بنفسه لمسجد سيدى أحمد البدوى فى اليوم التالى ([1])
([1])رواه سيدى جلال الدين السيوطى ورواه الإمام الحلبى صاحب السيرة النبوية الشهيرة