قال عبد الواحد بن زيد رحمه الله:
رأيت رجُلاً في بعض أسفاري، وعليه ثوبٌ من الشعر، فسلمتُ عليه،
قلت: رحمك الله أسألك مسألة؟
قال: أوجزْ، فإن الأيام تمضي، والأنفاس تُعَدُّ وتُحصى، والرب مُطَّلعٌ يسمع ويرى،
قلت: ما رأس التقوى؟
قال: الصبر مع الله تعالى .
قلت: ما رأس الصبر؟
قال: التوكل على الله .
قلت: وما رأس التوكل؟
قال: الانقطاع إلى الله.
قلت: وما رأس الانقطاع إلى الله؟
قال: الإنفرادُ لله .
قلت: وما رأس الانفراد؟
قال: التجريد عما دون الله.
قلت: ما ألذّ الأشياء؟
قال: الأُنسُ بذكر الله.
قلت: ما أطيبُ الأشياء؟
قال: العيشُ مع الله.
قلت: ما أقرب الأشياء؟
قال: اللحوق بالله ( أي الموت )
قلت: أي شيء أوجع للقلب؟
قال: فراق الله .
قلت: ما هِمّةُ العارف.
قال: لقاء الله .
قلت: ما علامة المحب؟
قال: حب ذكر الله.
قلت: ما الأُنس بالله ؟
قال: استقامة السِرِّ مع الله.
قلت: ما رأس التفويض؟
قال: التسليم لأمر الله.
قلت: وما رأس التسليم؟
قال: ذكر السؤال عند الله ( اى الحساب )
قلت: ما أعظم السرور؟
قال: حُسْنُ الظن بالله.
قلت: مَن أعظم الناس؟
قال: من استغنى بالله.
قلت: من أقوى الناس؟
قال: من استقوى بالله.
قلت: من المغبون؟
قال: من رضي بغير الله.
قلت: ما المروءة؟
قال: تركُ النزولِ بدون الله.
قلت: متى يكون العبد مُبعداً من الله؟
قال: إذا صار محجوباً عن الله.
قلت: متى يكون محجوباً عن الله؟
قال: إذا كان في قلبه هَمٌّ غير الله.
قلت: ومن الغُمْر؟ ( الغُمْر (بضم الغين): الجاهل )
قال: مَن أنفق عمره في غير طاعة الله.
قلت: ما الزهد في الدنيا؟
قال: تَرْك كل شيء يشغل عن الله.
قلت: مَن المُقبِل؟
قال: مَن أقبل على الله.
قلت: ومَن المُدبِر؟
قال: مَن أدبر عن الله.
من كتاب حالة أهل الحقيقة مع الله للإمام الرفاعى