جاء أن جبريل عليه السلام نزل بهذا الدعاء من السماء ونزل به ضاحكا مستبشرا، فقال: السلام عليك يا محمد، قال: وعليك السلام يا جبريل، فقال: إن الله عز وجل بعث إليك بهدية.
فقال: وما تلك الهدية يا جبريل؟
قال: كلمات من كنوز العرش أكرمك الله بها،
قال: وما هن يا جبريل ؟
قال: قل: 《يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى، يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا سيدنا، يا ربنا، يا مولانا، يا غايه رغبتنا، أسألك يا الله، أن لا تشوه خلقي بالنار》
فقال رسول الله ﷺ : ما ثواب هذه الكلمات يا جبريل ؟
قال جبريل:هيهات ! هيهات ! انقطع العمل، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ثواب ذلك إلى يوم القيامة ما وصفوا من كل جزء جزءا واحدا فإذا قال العبد: يا من أظهر الجميل و ستر القبيح ، ستره الله و رحمه في الدنيا، و جمله في الآخرة ، وستر الله عليه ألف ستر فى الدنيا والآخرة،
وإذا قال: يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر، لم يحاسبه الله يوم القيامة و لم يهتك ستره يوم تهتك الستور.
وإذا قال: يا عظيم العفو، غفر الله له ذنوبه و لو كانت خطيئته مثل زبد البحر .
وإذا قال: يا حسن التجاوز، تجاوز الله عنه حتى السرقة وشرب الخمر وأهاويل الدنيا وغير ذلك من الكبائر.
وإذا قال: يا واسع المغفرة، فتح الله عزوجل له سبعين بابا من الرحمة فهو يخوض فى رحمة الله عزوجل حتى يخرج من الدنيا .
وإذا قال: يا باسط اليدين بالرحمة، بسط الله يده عليه بالرحمة .
وإذا قال: يا صاحب كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى، أعطاه الله من الأجر ثواب كل مصاب، وكل سالم، وكل مريض، وكل ضرير، وكل مسكين وكل فقير، وكل صاحب مصيبة إلى يوم القيامة
وإذا قال : يا عظيم المن ، أعطاه الله يوم القيامة منيته ومنية الخلائق
وإذا قال: يا كريم الصفح ، أكرمه الله تعالى كرامة الأنبياء.
وإذا قال : يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، أعطاه الله من الأجر بعدد من شكر نعماه .
وإذا قال : يا ربنا يا سيدنا، قال الله تبارك وتعالى اشهدوا ملائكتي أنى قد غفرت له وأعطيته من الأجر بعدد من خلقته في الجنة والنار والسماوات السبع والأرضين السبع والشمس والقمر والنجوم وقطر الأمطار وأنواع الخلق والجبال والحصى والثرى وغير ذلك والعرش والكرسي .
وإذا قال: يا مولانا، ملأ قلبه من الإيمان .
وإذا قال : يا غاية رغبتنا، أعطاه الله يوم القيامة رغبته ومثل رغبة الخلائق .
وإذا قال: أسالك يا الله، أن لا تشوه خلقي بالنار، قال الجبار جل جلاله استعتقني عبدي من النار، اشهدوا ملائكتي أني قد أعتقته من النار، وأعتقت أبويه و إخوانه وأهله وولده وجيرانه، وشفعته في ألف رجل ممن وجبت لهم النار، وأجرته من النار فعلمهن يا محمد المتقين، ولا تعلمهن المنافقين ، فإنها دعوة مستجابة لقائلهن إن شاء الله تعالى، وهو دعاء أهل البيت المعمور حوله إذا كانوا يطوفون به([1]).