روى ابن عساكر في تاريخه عن بعض أصحاب الشبلي ، أنه رآه في النوم ، بعد موته فقال له: ما فعل الله بك؟
فقال: أوقفني بين يديه وقال: يا أبا بكر، أتدري بماذا غفرت لك؟
فقلت: بصالح عملي , فقال: لا.
قلت: بإخلاصي في عبوديتي , قال: لا.
قلت: بحجي وصومي وصلاتي , قال: لم أغفر لك بذلك.
فقلت: بهجرتي إلى الصالحين، وإدامة أسفاري في طلب العلوم , فقال: لا.
فقلت: يا ربي هذه المنجيات التي كنت أعقد عليها خنصري، وظني أنك بها تعفو عني وترحمني.
فقال: كل هذه لم أغفر لك بها.
فقلت: إلهي فبماذا؟
قال: أتذكر حين كنت تمشي في دروب بغداد، فوجدت هرة صغيرة، قد أضعفها البرد، وهي تنزوي من جدار إلى جدار من شدة البرد والثلج، فأخذتها رحمة لها، فأدخلتها في فرو كان عليك وقاية لها من ألم البرد؟
فقلت: نعم.
فقال: برحمتك لتلك الهرة رحمتك ([1]).
([1]) الدرة الخريدة شرح الياقوتة الفريدة , لمحمد فتحا بن عبد الواحد السوسي/النظيفي ج1 ص 12 , 13ط دار الكتب العلمية – بيروت , المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية من صحيح الإمام البخاري , لمحمد بن عمر السفيري ج1 ص 359- 360 , دار الكتب العلمية , بيروت .