في حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم رحمه الله:
أن رجلاً سأل الإمام الحسنَ البصري رحمه الله، فقال:
كيف نصنع بأقوام يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير؟
فقال الحسن: والله لأن تصحب أقوامًا يخوفونك حتى يدركك الأمن خير لك مِن أن تصحب أقوامًا يؤمنونك حتى يلحقك الخوف.
فقال له بعض القوم: أخبرنا صفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فبكى وقال: ظهرت منهم علامات الخير في السماء.
والسمت، والهدي، والصدق، وخشونة ملابسهم بالاقتصاد، وممشاهم بالتواضع.
ومنطقهم بالعمل.
ومطعمهم، ومشربهم بالطيّب من الرزق.
وخضوعهم بالطاعة لربهم تعالى.
واستقادتهم للحق فيما أحبوا وكرهوا.
وإعطائهم الحق من أنفسهم.
ظمئت هواجرهم ، ونحلت أجسامهم ، واستحقوا بسخط المخلوقين رضا الخالق.
لم يُفْرطوا في غضب ، ولم يحيفوا في جَوْر ، ولم يجاوزوا حُكْم الله تعالى في القرآن.
شغلوا الألسن بالذكر ، بذلوا دماءهم حين استنصرهم، وبذلوا أموالهم حين استقرضهم ، ولم يمنعهم خوفهم من المخلوقين.
حسُنَتْ أخلاقهم ، وهانت مؤونتهم ، وكفاهم اليسير مِن دنياهم إلى آخرتهِم.