س: هل ينتقض الوضوء بالقهقهة في الصلاة؟
adminaswan
29 سبتمبر، 2024
سلسلة الفتاوى العصرية
13 زيارة
س: هل ينتقض الوضوء بالقهقهة في الصلاة؟.
ج يقصد بالقهقهة: الضحك بصوت يسمعه من بجانبه.
وأما الضحك: فهو يكون بحيث يسمع نفسه، ولا يسمعه جاره.
وأما التبسم : فهو ما لا يسمع نفسه، وأولى لا يسمع غيره. وقد اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على أن القهقهة خارج الصلاة لا تنقض الوضوء، وكذلك لا تنقض الوضوء في الصلاة التي ليست بذات ركوع وسجود كصلاة الجنازة.
واختلفوا في القهقهة في الصلاة ذات الركوع والسجود في نقض الوضوء وعدمه على قولين:
فذهب الحنفية إلى أن القهقهة في الصلاة تبطل الصلاة
وتنقض الوضوء .
واستدلوا على ذلك بما رواه أبو العالية الله أن النبي صلى بأصحابه وفي القوم رجل ضرير البصر فوقع في البئر، فضحك طوائف من أصحاب النبي ، فلما صلى أمر كل من كان ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة.
فقد أمر النبي بالوضوء لمن قهقه في الصلاة، ولو لمينتقض الوضوء بها ما أمر بذلك، والأمر للوجوب، فدل على أن
القهقهة في الصلاة تنقض الوضوء.
وذهب المالكية، والشافعية والحنابلة إلى أن القهقهة في الصلاة
لا تنقض الوضوء . واستدلوا على ذلك بما رواه يزيد أبي خالد قال: سمعت أبا سفيان يحدث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال في الضحك في الصلاة : ليس عليه إعادة الوضوء.
كما أن الأمور التي تنقض الوضوء محصورة في أحداث وردت بها النصوص الشرعية، ولم يثبت في النقض بالضحك شيء أصلاً.
والراجح هو القول الثاني القائل بعدم نقض الوضوء بالقهقهة في الصلاة، لقوة أدلتهم، ولأن القهقهة ليست حدثا ولا تفضي إليه، ولا هي في معنى الحدث، والحديث الذي استدل به الحنفية به مرسل لا يثبت، وهو مخالف للأصول، إذ كيف يكون الشيء ناقضا للوضوء في الصلاة، وغير ناقض لها في غير الصلاة، فكان هذا
القول ضعيفا، وقويت أدلة القول الثاني فترجح عليه.
أ . د / محمود صديق رشوان
أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن
كلية الشريعة والقانون بأسيوط
لمطالعة الكتاب كاملا على الرابط التالى