– أكثر ما يتم التركيز عليه عند انتقاد عبد الله رشدي هو مؤهلاته العلمية بينما يتم اغفال اهم عنصر ألا وهو أهليته النفسية والتي تظهر جلية في منشوراته.
– هو لا يسعى من خلال منشوراته إلى تعليم أو تعلم أو تصحيح مفاهيم أو تجديد وإصلاح، لأن كل ما يناقشه موجود في بطون الكتب، عبد الله رشدي يسعى لشيء واحد هو تحطيم السلطة الفوقية أو أي رمز لسلطة الأبوة الحاكمة.
– نظرة سريعة على نشأته تعطيك صورة أولية عن رغباته الكامنة الناشئة عن خضوع لسلطة فوقية أعلى منه اسمها “محمد رشدي محمد السعداوي” إنه والده الذي ترك العمل بالقوات المسلحة المصرية في ظروف غامضة.
– والد عبد الله رشدي هو مؤلف كتاب “الكوكب الدري في بيان العذر بالجهل بعد النبي” وعند قراءة الكتاب تجد تكفير واضح لأهل قريته وحتى الجماعات الإسلامية التي اختلفت في شجرة التوحيد حسب تعبيره.
– وقد توقفت أمام عبارتين في الإهداء لذلك الكتاب الأولى “إلى من قبلت ما تعثر فيه كثير من النساء” ثانيها “إلى من وقفت تحول بين الشيطان وصلة الرحم” هذه العبارات تعطي إشارة إلى موقف والد عبد الله من المرأة وأن النساء إذا لم تتحمل ما تحملته والدته فقد تعثرن، وكذلك هناك سؤال يطرح نفسه كيف وقفت والدة عبد الله بين الشيطان وصلة الرحم فهذا يوحي بأن هناك نوعاً من اضطراب العلاقة الأسرية.
– نشأ عبد الله في كنف والده الذي لم يذكر في رحلاته إلى روسيا وألمانيا وامريكا أثناء العمل العسكري إلا مظاهر الكفر والإلحاد، ثم ترك تخصصه وهاجر للسعودية بحثا عن العلم والرزق.
– وهنا عليك أن تتخيل شخصية رجل عسكري ثم تحول للوهابية والتشدد كيف سيكون تعامله مع طفل مغترب عن بيئته الاجتماعية، كيف سيكون شعور طفل مصري يعيش بين أطفال السعودية الذين يعانون من السادية المفرطة في كل شيء وبين والد تلميذ رموز التشدد في السعودية.
– تركيبة كينونة عبد الله رشدي لا تبحث عن البناء بل تريد التحطيم، فهو يريد أن يثبت لذلك الشبح الذي يلاحقه منذ طفولته قدرته على التخلص من القيود والسلطة الفوقية، لذلك أصبح هو ذاته مغناطيسا يجذب إليه أصحاب الاضطرابات النفسية.