من ألقابها الشريفة [[ جبل الصبر ]] أتدرى لماذا ؟!
لأنها رأت من الهموم والأحزان والبلايا ما تعجز عن حمّله الجبال الرواسى ..
إنها 《 السيدة زينب》عليها السلام والرضوان
البداية ؛ من طفولتها حيث كان عمرها [ ٥ سنوات ]
مات جدها رسول الله ﷺ فكان ذلك أول المصاعب في حياتها
ولمّا وصل عمرها [ ٥ سنين و٦ شهور ] ماتت أمها السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.
لك أن تتخيل طفلة صغيرة لم ترى أمها إلا خمس سنوات
ثم انتقلت بعد ذلك إلى بيت أبيها الإمام عليّ كرم الله وجهه
لتعيش مع إمرأة غير أمها إلى أن أصبحت فى سن الزواج
فتقدم لها شباب بنى هاشم ، لكن أبوها الإمام علي رفض الجميع ،
وزوّجها لابن أخيه عبد الله بن جعفر الطيار
وكان مشهوراً بالسخاء والكرم ، شديد الأدب .
وكانت الحياة صعبة من حيث الظروف المادية طعامهم طوال السنة الماء والتمر والخبز اليابس
وأنجبت ستة [ من الأولاد ٤ والبنات ٢ ]
وفى سنة[ ٤٠ هجرية ] استشهد أبوها الإمام علي ورأت بعينها دماء أبيها تسيل من رأسه أثناء احتضاره
وفى سنة [ ٥٠ هجرية ] استشهد أخوها الإمام الحسن
فانظر رعاك الله إلى حال السيدة زينب فقد فقدت أغلب أهلها ولم يتبقى إلا أخيها الحسين عليه السلام
وفى كربلاء كانت معه فاستشهد الإمام الحسين واثنين من أولادها [ محمد ، وعون الأكبر ]
وحوالى ٧٠ شخص من ذرية أهل بيت النبوة
وتم قطع رؤوسهم وحملوها على أسنة الرماح.
وذهبوا بالسيدة زينب” أسيرة ” مربوطة بالحِبال
ومن معها من بنات أخيها الحسين ومعهم على زين العابدين.
ذهبوا بهم من العراق إلى دمشق بسوريا تارة على الجمل وتارة يمشون على الأقدام تنقلهم الأيام الليالى من حُزن إلى حزن
تحت السلاح الموجه إليهم، حتى لا يهربوا
ولما وصلوا إلى دمشق تحدثت السيدة بقوة وجُرأة وبلاغة فى القول مُنقطعة النظير ، وقالت كلام كثير ليزيد
لكن ختمت حديثها بعبارة قالت فيها : [ فوالله لن تمحو ذِكرنا ]
ثم جاء الأمر بإرسالهم إلى المدينة المنورة على نفس القافلة ، وانظر جيداً إلى قطع المسافات بين الدول
ليس بالطائرة وإنما بالجَمل .من سوريا إلى المدينة المنورة وما إن استقرت فيها ليالٍ قليلة
حتى جاء الأمر برحيل زينب ومن معها إلى أى بلد تختارها وهنا انزعجت السيدة زينب بشدة ورفضت الخروج
من المدينة المنورة ،
وقالت : كيف أخرج من مدينة جدّى وأبى وأمى؟!
ثم اقنعوها بالرحيل إلى مصر ، وقالوا لها [[ ارحلى إلى مصر ؛ فإن أهلها يُحبونكم لِقرابتكم من رسول الله ﷺ ]]
وهنا يقول بعض أهل الكشف والشهود :
أنها رأت جدها رسول الله ﷺ يأمرها بالرحيل إلى مصر
ولما وصلت بأقدامها الشريفة إلى مصر
كان الذى معها ومع بنات أخيها سوار ذهب حتى تكافئ
الرجل الذى كان يسوق لهم الإبل، ولما قدموا له بكى الرجل بكاء شديداً وقال والدموع تنزل من عينيه
[[ والله ما خدمتكم ، إلا حُباً لجدكم رسول الله ]]
ووصلت مصر يوم ” ١ شعبان سنة ٦١ هجرية “
وكانت أول بلد تطأ فيها أقدامها الشريفة محافظة الشرقية
وقد شاع الخبر بقدومها فذهب إليها حاكم مصر حافى الأقدام ومعه جموع الشعب المصري العظيم
ثم قدموا لها واجب العزاء في استشهاد أخوها الإمام الحسين وجميع من استشهدوا من أهل البيت النبوى
ولمّا رأت مشاعر المصريين تجاهها بالمحبة والحزن
بكت رضي الله عنها وقالت ؛ قول الحق عزوجل [[ هذا ما وعد الرحمن ، وصدق المرسلون ]]
لكنها وصلت مصر مريضة مما رأت فى السفر بين البلاد ومن التعب النفسى لفقد أهلها . ومن التعب الجسدى
الذى أصابها سنوات لم تعرف طعماً للنوم والراحة ومع هذا كله كانت تصوم النهار وتقوم الليل وترعى بنات أخيها الحسين وغيرهم
وفى مصر كانت ترعى العَجزة والفقراء والمساكين
ولو كانت فى جوع طوال اليوم وجاءت إليها فقيرة أو فقير
أعطت ما عندها لهم وتمضى الوقت طاوية بطنها بالجوع.
مُتحققة بالصيام نهاراً ، وبالليل تُناجى الله فى حجرتها مع تمام الرضا والتسليم لكل ما أنزل عليها.
وبقيت فيها 《١١ شهر و١٥ يوم》 ثم ماتت
فانظر الصبر عندها ،كيف شأنه وماذا فعلت بها الدنيا
وانظر لموضعك في الصبر، فهل أنت مُتحقق بالصبر ؟!!
هل أنت صابر على أقدار الله لك ؟